عَتِيدٌ (١٨)} (١) وقد أجمع السلف الصالح على أن الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن شماله يكتب السيئات، واختلفوا هل يكتب كل ما يتكلم به أو لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب على قولين مشهورين. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. (٢)
يكتب كل ما يُتكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت حتى إذا كان يوم الخميس عرضوا قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقي سائره، فذلك قوله تعالى {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(٣). عن يحيى بن أبي بكير قال ركب رجل الحمار فعثر به فقال تعس الحمار، فقال صاحب اليمين ما هي حسنة فاكتبها، وقال صاحب الشمال ما هي سيئة فاكتبها، فأوحى اللَّه تعالى إلى صاحب الشمال ما ترك صاحب الشمال فاكتبه فأثبت في السيئات تعس الحمار، وظاهر هذا أن ما ليس بحسنة فهو سيئة وإن كان لا يعاقب عليها فإن بعض السيئات قد لا يعاقب عليها وقد تقع مكفرة باجتناب الكبائر ولكن زمانها قد خسره صاحبها حيث [ذهب] باطلا، فيحصل له بذلك حسرة في القيامة وأسف عليه، وهو نوع عقوبة. فقد روي في الخبر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-[أنه قال](٤) ما من
(١) سورة ق الآية: ١٨. (٢) تفسير ابن أبي حاتم (١٨٦٣٢) تفسير ابن كثير (٧/ ٣٩٩)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٥٩٣) لابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. (٣) سورة الرعد، الآية: ٣٩. (٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.