للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خيرا وهو الذي ظهرت له مصلحة ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم وقد قال الإمام الشافعي -رضي اللَّه عنه- إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى تظهر. واعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة [فالسنة] الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة ما يعدلها شيء. وقد ورد في الحديث (١).

أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال (٢) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه الحديث. يقال عناه الأمر يعنيه إذا تعلقت عنايته به والذي يعني الإنسان من الأمور ما يتعلق بضرورة حياته في معاشه أو سلامته في معاده وذلك يسير بالنسبة إلى ما لا يعنيه فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من الأمور سلم من شر عظيم عميم وذلك يعود بحسن الإسلام لأن السلامة من الشر خير عظيم والسلامة من شر من حسن الإسلام. قال اللَّه تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ


(١) أخرجه الترمذي (٢٣١٧) وابن ماجه (٣٩٧٦) وابن حبان (٢٢٩)، والكلاباذي في معاني الأخبار (ص ١٤١)، وابن عدي (٦/ ٢٠٧٧)، وأبو الشيخ في الأمثال (٥٤)، والقضاعي (١٩٢) والبيهقي في الآداب (١١٥٢)، وفي الأربعين الصغرى (٢٦)، وفي المدخل (٢٩١)، وفي الشعب (٤٦٣٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ١٩٨ - ١٩٩)، والبغوي في شرح السنة (٤١٣٢)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢٨٨١)، وصحيح الجامع الصغير (٥٩١١).
(٢) سبق.