يصلي خلف رجل صالح من أمته" (١) وهو - رضي الله عنه - من قدماء المهاجرين وكبار البدريين شهد المشاهد كلها مع رسول الله - رضي الله عنه - وجرح عبد الرحمن يوم أحد إحدى وعشرين جراحة وجرح في رجله فعرج وسقطت ثنيتاه وكان كثير الإنفاق في سبيل الله أعتق يوم أحد ثلاثيق عبدًا روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة وستين حديثا اتفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بخمسة وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن عبد الرحمن بن عوف أمين في السماء أمين في الأرض" (٢) وكان كثير المال محظوظًا في التجارة قيل أنه دخل على أم سلمة فقال: يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، قالت: يَا بُنَيَّ، أَنْفِقْ.
وعن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله
(١) أخرجه المروزي (٣) عن محمد بن معمر، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بلفظ: ما قُبض نبي قط حتى يؤمَّه رجل من أمته، وانظر: وصحيح البخاري (٣٠٩٤) ومسند أبي بكر للمروزي (٢). (٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ١٣٤)، وابن منيع كما في المطالب (٣٩٧٧)، وابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ٩٢٤ - ٩٢٨)، وابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٦١٦) والبزار (٤٦٦)، والبغوى في معجم الصحابة (١٨٧٢)، وابن بطة في الإبانة ٨/ ١٣٣ - ١٣٧ (١٩ و ٢٠) والحاكم (٣/ ٣٠٩ - ٣١٥)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٩٨) وفضائل الخلفاء (١١٩) والمعرفة (٤٧٥) من طريقين عن ابن عمر عن علي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩٥ - ٩٤) عن علي. قال أبو نعيم في الرواية الثانية: غريب من حديث ميمون، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وصحح الحاكم الرواية الأولى وتعقبه الذهبى فقال: فيه أبو المعلى فرات بن السائب، تركوه. وقال البوصيري في الإتحاف ٧/ ٢٢٣: رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف أبي المعلى الجزري واسمه فرات بن السائب.