وروي عن ابن عباس وغيره أن الحميم الحار الذي يحرق. وقال الضحاك: الحميم يغلي منذ خلق الله السموات والأرض إلى يوم يسقونه، ويصمب على رؤوسهم. وقيل: هو ما يجتمع من دموع أعينهم في حياض النار فيسقونه، وقيل غير ذلك.
قوله:"وعن أبي هريرة" تقدم. قوله:"إن الحميم ليُصبّ على رءوسهم " الحديث. الحميم هو المذكور في القرآن. قوله تعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}(١) الآية إلخ ما ذكره الحافظ في التفسير.
قوله:"فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه ويسلت "، [الحديث، يخلص أي حتى يصل إلى جوفه ويسلت و] السلمت القطع، أي يقطعه ويستأصله وأصل السلت القطع، قاله في النهاية (٢). ويمرق أي يخرج والصهر بالصاد المهملة المفتوحة [وسكون الهاء] الإذابة يقال: صهرت الشحم إذا أذبته ومنه الحديث: إن الأسود كان يصهر رجليه بالشحم وهو محرم أي يذيبه ويدهنها به يقال صهر بدنه إذا دهنه بالصهير، اهـ. قاله في النهاية (٣).
٥٥٨٤ - وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى:[ويسقى من ماء صديد يتجرعه] قال: يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، قال الله عز
(١) سورة محمد، الآية: ١٥. (٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٨٨) .. (٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٦٣).