الروم في ملحمة يأتي تفصيلها -إن شاء الله- في الكتاب الخاص عن (الملاحم) .
ثانياً: إن الفرات ينحسر (١) عن (جبل) ، أو (كنز) ، أو (تل) ، أو (جزيرة) من ذهب؛ أي:«ينكشف لذهاب مائه»(٢) ، أو «يكشف عن الأرض وعن قراره»(٣) ، أو «نضب عن الساحل»(٤) ؛ والمراد: انشكاف نهر الفرات وانحساره، ويظهر في محله جبل من ذهب، ولازم الانحسار جفاف الماء منه (٥) ،
وقد يكون بسبب تحول مجراه، «وتَبْني الدولةُ التركيةُ من سنوات على
(١) أي: يكشف، ومنه حسرت المرأة عن وجهها؛ أي: كشفت، والحاسر: الذي لا سلاح عليه. انظر: «المفهم» (٧/٢٢٨) ، و «إكمال المعلم» (٨/٤٣٣) ، و «تحفة الباري» (١٢/١٠٩) لزكريا الأنصاري، و «إرشاد الساري» (١٠/٢٠٤) ، و «شرح الطيبي على المشكاة» (١٠/٩٤) ، و «التوشيح» (٩/٤١٤٧) ، و «التنقيح» (٣/٨٥٨) للزركشي، و «درجات مرقاة الصعود» (١٨٥) ، و «عون المعبود» (١١/٤٣٦) . (تنبيه) : ذكر السخاوي في «القناعة» (ص ١٠١) هذا الحديث، وأورد على إثره شرحاً للحديث الذي قبله، فاقتضى التنويه والتنبيه. (٢) «شرح النووي على صحيح مسلم» (١٨/٢٦) ، «عمدة القاري» (٢٤/٢١٣) ، و «الديباج» (٦/٢٢١) ، و «تحفة الأحوذي» (٧/٢٩١) . (٣) «إكمال المعلم» (٨/٤٣٣) . (٤) «المجموع المغيث» (١/٤٤٥) . (٥) قال السهارنفوري في «بذل المجهود» (١٧/٢٣٤) : «يحسر: أي: يزول وينكشف، فيظهر ذلك الكنز؛ أي: جبل منه» ، وفي هامشه: «أي: ينشق الماء، فيظهر الجبل» ، وفي «المرقاة» (٥/١٧٣) : «أي: يظهر ويكشف نفسه عن كنز، ففيه إشارة إلى أن (حسر) متعد، وقال الخلخالي -أحد شراح «المصابيح» - أي: سيظهر فرات عن نفسه كنزاً، ففيه إيماء إلى أنه وقع القلب في الكلام، فهو من باب (عرضت الناقة على الحوض، ... فالمعنى: يقرب الفرات أن ينكشف عن كنز؛ أي: انكشافاً صادراً عن كنز عظيم من ذهب كثير» ونحوه في «مجمع بحار الأنوار» (١/٥١٢) .
قلت: ويتأكد هذا المعنى بلفظ: «جزيرة» ، وهو لفظ حنبل في «جزئه» ، كما تقدم.