وهذا محمول على حديث الباب، والظاهر أن المراد بهذا الخليفة؛ هو:(المهدي)(١) الفاطمي، الموعود المنتظر، لتظاهر الأدلة على ذلك، وقد ذكرنا جملة الأحاديث الواردة فيه -عليه السلام-، في (اليقظة) ؛ فراجعْهُ» (٢) .
قال أبو عبيدة:
يدل عليه رواية داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر، وذكراه مرفوعاً مختصراً بلفظ:«يكون في آخر الزمان خليفة، يقسم المال ولا يعده» .
أخرجه مسلم (٢٩١٣، ٢٩١٤) بعد (٦٩) ، وأبو يعلى (١٢١٦) ، وأحمد (٣/٣٣٣) ، والحاكم (٤/٤٥٤) .
وأخرجه أحمد (٣/٩٨) عن مجالد، عن أبي الوَدَّاك، عن أبي سعيد، قال:
قلت: والله ما يأتي علينا أمير إلا هو شرٌّ من الماضي، ولا عام إلا وهو شرٌّ من الماضي. قال:
لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت مثل ما تقول، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن من أمرائكم أميراً يحثي المال حثياً، ولا يعدُّه عدّاً، يأتيه الرجل يسأَلُهُ، فيقول: خُذْ، فيبسُطُ الرجلُ ثوبَه فيحثي فيه -وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١) وقع التصريح باسمه في معرض السياق المذكور في أحاديث عديدة، لا يتّسع المقام لسردها، انظرها في: «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان» (٢/٥٣٤-٥٥٣ رقم ٢٣-٤٠) ، و «أحاديث المهدي» لعبد العليم البستوي (ص ٢٠٩، ٢٦٠، ٢٦٦) . (٢) «السراج الوهاج» (١١/٣٨١-٣٨٢) ، ويعجبني ما بوب بعضهم عليه (سعة المال الكائن في آخر خليفة لهذه الأمة) .