عثمان، قال: جاء رجل إلى حذيفة، فقال: إني أريد الخروج إلى البصرة، فقال: لا تخرج إليها، قال: إن لي بها حاجة، قال: لا تخرج، قال: لا بد لي من الخروج، قال: إن لي بها قرابة، قال:«إن كان لا بدَّ من الخروج، فانزل غربيها، ولا تنزل شرقيها» .
وإسناده حسن لغيره، فيه محمد بن عمرو السوسي، قال العقيلي في «الضعفاء الكبير»(٤/١١١) : «كان بمصر يذهب إلى الرفض، وحدّث بمناكير» ، ونقله عنه الذهبي في «الميزان»(٣/٦٧٥) وابن حجر في «اللسان»(٥/٣٧٠) ، ولخّص حاله في «ديوان الضعفاء»(٣٩١٤) بقوله: «صاحب مناكير يترفض»(١) .
ويشهد للفظ الأخير:«انزل غربيها ولا تنزل شرقيها» أثرٌ لجرير بن عبد الله البجلي.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»(١٣/٣٦٣) عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال:«إن أول الأرض خراباً يُسراها ثم تتبعها يُمناها»(٢) .
وإسناده صحيح.
وهكذا رواه يحيى القطان، ويعلى، وأبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قوله، وهو الصواب، أفاده الدارقطني فيما حكاه ابن الجوزي في «العلل المتناهية»(٢/٨٥٣ رقم ١٤٢٧) .
وقد خالف حفص بن عمر الرقي فرواه عن أبي حذيفة موسى بن
(١) انظر: «المغني» (٢/٦٢١) ، و «الكاشف» (٣/٨٤) . (٢) تجد أمثلة من خراب الجانب الشرقي من بغداد في (نزاع المأمون مع أخيه الأمين) ، وكذا في (اجتياح هولاكو) ، وفي (الحروب الحديثة) -أيضاً-، وانظر في ذلك: «أطراف بغداد» (٢٨٥-٢٨٦، ٢٨٨) .