والبيهقي في «البعث والنشور»(ص ٢٠-٢١ رقم ٢١ - الاستدراكات) من طريق همام بن يحيى، عن أبيه؛ كلهم عن قتادة، عن عبد الله ابن بريدة، به.
وقال الحاكم مرة أخرى:«هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه» .
قال أبو عبيدة: ليس الإسناد على شرط مسلم، وسليمان بن ربيعة لم يخرج له مسلم، إلا أن يكون مراده أن الإسناد ينتهي بـ (عبد الله بن بريدة) ؛ فهذا صحيح (١) ، وإلا فسليمان بن الربيع -أو الربيعة- ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير»(٤/١٢ رقم ١٩٧) ، وأورد في ترجمته من طريق قتادة عن ابن بريدة، عن سليمان بن الربيع العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله» ، وقال عقبه:«ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة، ولا ابن بريدة من سليمان» .
قلت: وهذا يلحق الطريق الثاني للخبر، دون الأول، وسليمان وثقه ابن حبان في «الثقات»(٤/٣٠٩) ، ولم يذكر راوياً روى عنه غير ابن بريدة، وكذا في «الجرح والتعديل»(٤/١١٧) .
ولم ينفرد به، فقد توبع، تابعه -فيما وقفتُ عليه- ثلاثة (٢) ، وهذا البيان:
الأول: عقبة بن عمرو بن أوس الدوسي.
أخرجه الحاكم في «المستدرك»(٢/٤٥٩-٤٦٠) ، قال:
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق: أنبأنا عبيد بن شريك البزار، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عقبة بن عمرو بن أوس الدوسي، قال: أتينا
(١) وقد يقال: إن مراده أن مسلماً أخرج لرجل شبيه حاله بحال من أخرج له مسلم، وعليه يحمل توسع الحاكم في عباراته، وانظر: «التنكيل» (١/٤٥٧) للمعلّمي. (٢) ثم وقفتُ على رابع؛ وهو أبو الأسود الدّيلي، وهو ثقة، انظر: «تهذيب الكمال» (٣٣/٣٧) والتعليق عليه. وسيأتي بيانه في كلام الخلال -رحمه الله تعالى-.