(ويدعو على الصفا) أي: أيضًا، أو: يخصه بهذا الدعاء (اللهم إنك قلت: ﴿ادْعُونِي﴾ أي: اسألوني (﴿أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾) أي: أجيب دعوتكم، (وإنك لا تخلف الميعاد) أي: مطلقًا.
(وإني أسألك كما هديتني للإسلام) أي: أولًا (أن لا تنزعه) أي: لا [تخلعه](١) آخرًا (مني) قال المصنّف: "بكسر الزاي، أي: تخرجه وتقلعه"(٢)، انتهى. والمقصود منه الثبات والدوام.
(حتى تتوفاني) أي: تقبض روحي (وأنا مسلم) أي: والحال أني على دين الإسلام مستمر مستقر. (موطا) أي: رواه مالك أيضًا عنه موقوفًا (٣).
(وبين الصفا والمروة) وهو بعمومه يشمل ما بين الميلين (رب اغفر وارحم؛ أنت الأعز الأكرم. مو مص) أي: رواه ابن أبي شيبة من قول ابن مسعود موقوفًا (٤).
(وإذا سار إلى عرفات) هي علم للموقف، وهي منونة لا غير، كذا في "المغرب". وقال القاضي في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ﴾ [البقرة: ١٩٨]: "هي جمع، سمي به كأذرعات، وإنما نون وكسر، وفيها العَلَمية والتأنيث؛ لأن تنوين الجمع تنوين المقابلة" يعني لنون جمع المذكر لا تنوين التمكن.
(١) كذا في (ب)، وفي (أ) و (ج) و (د): "يخلفه". (٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٢/ أ). (٣) أخرجه مالك في الموطأ (٨٣١). (٤) أخرجه ابن أبي شيبة (١٥٨٠٧).