(ولا مكفور، ولا مستغنًى عنه، الحمد لله الذي أطعم) أي: أعطى كثيرًا (من الطعام)، أي: من أجناسه وأنواعه، (وسقى) أي: كثيرًا (من الشراب)، أي: من أنواعه من الماء واللبن وغيرهما، وقيل:"كلمة "من" زائدة في الموضعين لإفادة التعميم"، (وكسى من العري) بضم فسكون، أي: من أجله كقوله تعالى: ﴿أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ﴾ [قريش: ٤]، وكذا قوله:(وهدى من الضلالة، وبصّر) بتشديد الصاد، أي: أعطى البصر والبصيرة (من العمى) أي: من جهة العمى، والعمه.
والحاصل: أن "من" في المواضع الثلاثة للابتداء، والمعنى: أن كلًّا من الكسوة، والهدى، والتبصير مبتدأ عن ضده، وهو العري، والضلالة، والعمى.
وخلاصته: أن كل أحد من البشر لو لم يكن عناية الله متعلقة به وخلي وطبعه على حاله، لم يكن إلا في عري وضلالة وعمًى، كما يدل عليه قوله ﷺ(١): "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، وكلكم جائع إلا من أطعمته، وكلكم عارٍ إلا من كسوته".
(وفضّل) أي: [فضلنا](٢)(على كثير ممن خلقنا تفضيلًا)، وفيه إشعار بأن التقدير فيما سبق أيضًا: أطعمنا، وسقانا، وكسانا، وهدانا، وبصرنا، (الحمد لله رب العالمين. س، حب، مس) أي رواه: النسائي، وابن
(١) أي: نقلًا عن رب العزة. (٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج)، وفي (د): "وفضلنا".