بفتح الجيم، ومعناه الغنى كما نقله البخاري، عن الحسن" (١).
وحكى الراغب:(٢) "أن المراد ها هنا أبو الأب، أي: لا ينفع أحدًا نسبه لقوله تعالى: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]"، وقال القرطبي: "حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه رواه بكسر الجيم، قال:"ومعناه: لا ينفع ذا الاجتهاد اجتهاده"، وأنكره الطبري".
وقال الفراء في توجيه إنكاره: "الاجتهاد في العمل نافع؛ لأن الله تعالى قد دعا الخلق إليه، فكيف لا ينفع عنده"، ثم قال: "ويحتمل أن يكون المراد الاجتهاد في طلب الدنيا، وتضييع أمر الآخرة"، وقال غيره: "لعل المراد أنه لا ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبول، وذلك لا يكون إلا بفضل الله ورحمته".
قلت: ويؤيده الحديث المشهور: "لن [ينجو](٣) أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" (٤).
(خ، م، في، س، ر، ط، ي) أي رواه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والبزار، والطبراني، وابن السني؛ كلهم عن المغيرة بن
(١) انظر: فتح الباري (٢/ ٣٣٢). (٢) انظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص: ١٨٨). (٣) هذا هو الصواب، خلافًا لما جاء في النسخ: "ينجي". (٤) أخرجه مسلم (٢٨١٦) (٧٢). ولفظه: "لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنَجِّيهِ عَمَلهُ" قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَا أَنْ يَتَغَمَّدَني رَبِّي مِنْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ".