أي: سنجعلك قارئًا، أي: علمني (سورة جامعة، فأقرأه: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ … ﴾ حتى فرغ منها)"وكونها جامعةً لأنه من تأمل قوله: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ … ﴾ إلى آخرها، وعمل بذلك = فقد جُمع له الخير"(١).
(فقال) أي: الرجل السائل، (والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا) فكأنه قال: "حَسْبي ما سمعت، و [ما](٢) أبالي أن لا أسمع غيرَها"، (ثم أدبر الرجل، فقال النبي ﷺ: أفلح الرويجل) على تصغير التعظيم؛ لبُعْدِ غوره، وقوة إدراكه؛ ففي "الصحاح": "تصغير الرجل: رُجَيّل، ورويجل أيضًا على غير قياسٍ، كأنه تصغير راجل"، (مرتين) أي: كرره وأكده.
(د، س، مس، حب) أي رواه: أبو داود، والنسائي، والحاكم، وابن حبان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:"أتى رجل رسول الله ﷺ، فقال: اقرئني سورة جامعة"(٣).
(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ ب). (٢) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "لا". (٣) أخرجه أبو داود (٢٧٨٩) (١٣٩٩)، والنسائي (٧/ ٢١٢)، وابن حبان في (٥٩١٤) والحاكم (٢/ ٥٣٢) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه عبد الحق في "الأحكام الكبرى" (٤/ ٣٥).