(تعلموا القرآن) أي: أوّلًا، (واقرءوه) أي: ثانيًا، وفي نسخة صحيحة:"فاقرءوه"، أي:[فَدَاوِمُوا](١) على قرأته ومتابعته، فإن المتابعة هي المقصودة الأصلية من التلاوة؛ ولذا قال:(فإن مثل القرآن) أي: وصفه العجيب الشأن، (لمن تعلمه فقرأه، وقام به) أي: عملًا أو تعليمًا؛ لما في حديث:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وفي كلام عيسى ﵇:"من عَلِم وعَمِل وعَلّم، يُدْعى في الملكوت عظيمًا".
(كمثلِ جِرَابٍ) بكسر الجيم، واحد الأجربة، معروفٌ، وفتحه خطأ، ذكره المصنف، ومن لطائف أهل اللغة:"لا يفتح الجراب ولا يكسر القنديل"، أي: وعاء، وفي "نسخة الجلال": "الجراب"[مُعَرَّفًا](٢)، قال الطيبي:"وخُصَّ الجراب بالذكر احترامًا؛ لأنه من أوعية المسك"، (مُلِئَ) بضم ميم، وكسر لام، فهمز، أي: امتلأ (مِسْكًا) تمييز، أي: طيبًا عظيمًا (يَفُوح رِيحُه) أي: يظهر [ريحه](٣)(في كل مكان).
(وَمَثَلُ من يتعلمه فَيَرْقُدُ) وفي نسخة: "ويرقد"(وهو في جوفه) جُملة حالية، أي: ينام ويغفل عنه، ولا يشتغل به على الوجه المذكور؛ لأن من كان كذلك كأنه نائمٌ، وذلك بقرينة مقابلته لقوله:"فقرأ وقام به"، فهو أولى من قول المصنف:""قام به" يعني قيام الليل"، بدليل قوله: "فيرقد
(١) هذا هو الأليق بالسياق، وفي جميع النسخ: "فَدُومُوا". (٢) كذا في (د)، وفي (أ) و (ج): "معروفا"، وفي (ب): "معرفٌ". (٣) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "رائحته".