ذكره ابن الهمام، واستدل به على أنه ﷺ اكتفى بالدعاء في الاستسقاء مرّة، كما أنه جمع بينه وبين الصلاة أخرى كما في الحديث الآتي.
(وإن كان) أي: أحد من المستسقين، (إمامًا) أي: سلطانًا أو نائبه، قاضيًا أو خطيبًا، (خرج إذا بدا) بالألف، أي: ظهر (حاجب الشمس) أي: أولها على ما في "المهذب"، وقيل: أول شعاعها، وقال صاحب "المغرب": "هو أول ما يبدو من الشمس، مستعار من حاجب الوجه".
(فقعد على المنبر) أي: الموضوع في الصَّحْرَاءِ، أو في أحد مسجدي الحرمين الشريفين، (فكبر) أي: فقال: الله أكبر، أو فعظم الله (وحمد الله عز) أي: بذاته، (وجلَّ) أي: بصفاته.
وفي "الهداية": "هي كخطبة العيد عند محمد، يعني: فتكون خطبتين يفصل بينهما بجلوس، ولذا قابله بقوله: وعند أبي يوسف خطبة واحدة، ولا صريح في المرويات يوافق قول محمد أنَّها خطبتان، بل في حديث أبي هريرة من رواية ابن ماجة، قال فيه: "ثم خطبنا، ودعا الله"، وهو غير لازم أن يكون كخطبة العيد"(١).
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٦). وابن ماجة (١٢٦٨) وابن خزيمة (١٤٠٩ و ١٤٢٢) قال ابن خزيمة: في القلب من النعمان بن راشد، فإن في حديثه. وذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (٥/ ١٦١) قال البيهقي في "خلافياته": رواة هذا الحديث كلهم ثقات. وقال في "سننه": تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري. قلت: وهو من فرسان مسلم وتعاليق البخاري، وقال: صدوق، في =