بينهما على التقدم إلى خليج بحر المحلة (١)، في البر الغربي (٢)، لضرب مؤخرة السفن الصليبية، ولقطع خطوط المواصلات البحرية التي تعتمد عليها القوات الصليبية في دمياط (٣). وهكذا سارت السفن الإسلامية، ومعها حراقة كبيرة عليها الأمير بدر الدين حسون إلى رأس بحر المحلة (٤)، المواجه لشارمساح، وهناك اشتبكت مع السفن الصليبية، واستولت عليه (٥). وفي الوقت نفسه تقدمت شواني المسلمين في فرع دمياط، واشتبكت مع السفن الصليبية المتقدمة الراسية بحذاء المعسكر الصليبي؛ شمالي المنصورة، وتمكنت من أسر ثلاث قطع من السفن الصليبية، بمن فيها من الرجال والمؤن والسلاح والأموال (٦)، ففرح المسلمون بذلك، واستبشروا، وقويت نفوسهم (٧).
ثم وجه إليهم الكامل ضربته القاضية (٨)، إذ أوعز إلى جماعة من عسكر المسلمين، فعبروا بحر المحلة إلى بر دمياط، حيث يعسكر الصليبيون، وفتحوا بثقا عظيما في النيل، الذي كان في فورة زيادته، فغمر الماء أكثر تلك الأرض، وصار حائلا بين الصليبيين وبين دمياط، ولم يتبق للصليبيين من طريق يسلكونها غير الشريط الضيق المحاذي للنيل، ويمتد من معسكرهم حتى دمياط، عندئذ أمر الكامل بنصب جسور عند أشموم طناح، فعبرت العساكر عليها، وملكوا هذا الشريط الضيق، قاطعين على الصليبيين طريق العودة إلى دمياط، وهكذا سدت جميع الطرق في وجوه الصليبيين، وغدوا محصورين من الجهات كافة (٩)، وبذلك سيطر المسلمون على أرض
(١) الكامل (١٢/ ٣٢٩). (٢) السلوك (ج ١/ ق ١/ ٢٤٣). (٣) الحملة الصليبية الخامسة (٣٢٦). (٤) السلوك (ج ١/ ق ١/ ٢٣٩). (٥) السلوك (ج ١/ ق ١/ ٢٤٣)، والحملة الصليبية الخامسة (٣٢٦). (٦) الحملة الصليبية الخامسة (٣٢٦). (٧) مفرج الكروب (٤/ ٩٥)، والكامل (١٢/ ٣٢٩). (٨) الحملة الصليبية الخامسة (٣٢٩). (٩) مفرج الكروب (٤/ ٩٦)، والسلوك (ج ١/ ق ١/ ٢٤٣).