فأخبر سبحانه أنَّهم أقرُّوا بميثاقه الذي أمرهم به، والتزموا به. وهذا يدلُّ على تصديقهم به؛ أنَّهم لا يقتل بعضهم بعضًا، ولا يخرج بعضهم بعضًا من ديارهم. ثمَّ أخبر (١) أنَّهم عصوا أمره، وقتل فريقٌ منهم فريقًا، وأخرجوهم من ديارهم؛ فهذا كُفْرُهم بما أَخَذَ عليهم في الكتاب. ثمَّ أخبر أنَّهم يفدون مَنْ أُسِر من ذلك الفريق، وهذا إيمانٌ منهم بما (٢) أَخَذَ عليهم في الكتاب؛ فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه.
وقد أعلن النَّبيُّ ﷺ بما قلناه في قوله في الحديث الصَّحيح:"سباب المسلم فُسُوقٌ وقتاله كفرٌ"(٤). ففرَّق بين سِبَابِه وقتالِه (٥)، وجعل أحدَهما فُسُوقًا لا يكفر به، والآخر كفرًا.
(١) س: "وأخبر". (٢) هـ وط: "لما". (٣) ض: "يضاد". وليس في س: "العملي". (٤) تقدم تخريجه (ص/٨١) وأنه في الصحيحين. (٥) هـ وط: "قتاله وسبابه".