وأيضًا (١) فإنَّ مؤخِّرها عن وقتها عمدًا متعدٍّ لحدود الله، كمقدِّمِها عن وقتها، فما بالها تُقْبَل مع تعدِّي هذا الحدِّ، ولا تُقْبل مع تعدِّي الحدِّ الآخر (٢)!
قالوا (٣): وأيضًا فنقول لمن قال: إنَّه يستدركها بالقضاء: أَخْبِرْنا عن هذه الصَّلاة التي تأمر بفعلها، أهي التي أمر الله بها (٤)؟ أم هي غيرها؟
فإنْ قال: هي هي (٥)، بعينها.
قيل له: فالعامد بتركها (٦) حينئذٍ ليس عاصيًا؛ لأنَّه قد فعل ما أمر الله به بعينه، فلا يلحقه الإثم والملامة. وهذا باطلٌ قطعًا.
وإنْ قال: ليست هي التي أمر الله بها. قيل له: فهذا من أعظم حُجَجنا عليك؛ إذ (٧) ساعَدْتَ أنَّ هذه غير مأمورٍ بها.
(١) "وأيضًا" ليست في ض. (٢) ينظر: المحلَّى (٢/ ٢٣٦). (٣) ينظر: المحلَّى (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦). (٤) ض وس: "إنَّه سيدركها .. ". ض: " .. أمره الله". س: " .. أمر الله بفعلها" (٥) س وط: "هي" مرة واحدة. (٦) س: "تركها" (٧) س وط: "إذا".