فالعبد يكثر من الدعاء، ويكرره، ويلح عَلَى الله بتكرير بوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته، وَذَلِكَ من أعظم مَا يطلب بِهِ إجابة الدعاء؛ كَمَا ذكر صلى الله عليه وسلم (١): «الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ». الحديث (٢). وهذا يدل عَلَى الإلحاح فِي الدعاء؛ ولهذا قَالَ صلى الله عليه وسلم:«يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُوُل: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»(٣).
قَالَ الراغب الأصفهاني: الوسيلة: الوصل إِلَى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة لتضمنها معنى الرغبة، قَالَ تعالى:{وابتغوا إِلَيْهِ الوسيلة}(٥). وحقيقة الوسيلة إِلَى اللهُ تَعَالَى مراعاة سبيله بالعلم، والعبادة، وتحري مكارم الشريعة. وهي كالقربة، والواسل:
(١) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجل (١/ ٢٦٩ - ٢٧٥). (٢) تقدم برقم (٤٠٤). (٣) تقدم برقم (٤٠٧) (٤) انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٥/ ١٨٥)، والقاموس المحيط ص (١٣٧٩)، والمصباح المنير ص (٦٦٠) (٥) سورة المائدة، الآية: ٣٥.