الداعي من جلب نفعٍ أة كشف ضر، وطلب الحاجات، ودعاء المسألة فيه تفصيل عَلَى النحو الآتي:
(أ) إِذَا كَانَ دعاء المسألة صدر من عبد لمثله من المخلوقين وَهُوَ قادر حي حاضر فليس بشرك. كقولك: اسقني ماءً، أَوْ يافلان أعطني طعامًا، أَوْ نحو ذَلِكَ فهذا لَا حرج فيه؛
٣٨٧ - ولهذا قَالَ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تُرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»(١) .
(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٢١٦). وأبو داود في ٣ - ك الزكاة، ٣٨ - ب عطية من سأل بالله، (١٦٧٢). وفي ٣٥ - ك الأدب، ١٧ - ب في الرجل يستعيذ من الرجل. (٥١٠٩). والنسائي في ٢٣ - ك الزكاة، ٧٢ - ب من سأل اله بالله عز وجل، (٢٥٦٦) (٥/ ٨٢). وفيه: «ومن استجار بالله فأجيروه» بدل: «ومن دعاكم فأجيبوه». وابن حبان (٨/ ١٩٩/ ٣٤٠٨ - إحسان). والحاكم (١/ ٤١٢ و ٤١٣) و (٢/ ٦٣ - ٦٤). والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١٩٩). وفي الشعب (٣/ ٢٧٧/ ٣٥٣٨) و (٦/ ٥١٦/ ٩١١٤) وفيه الزيادة. وأحمد (٢/ ٦٨ و ٩٩ ١٢٧). بالزيادة في الموضع الثاني. والطيالسي (١٨٩٥). وعبد بن حميد (٨٠٦). والروياني (١٤١٩). والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٠٣/ ١٣٤٦٥). وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٥٦). والقضاعي في مسند الشهاب (٤٢١). وغيرهم. - من طرقٍ عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكره. - وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم [انظر: البخاري (٥٤٤٤ و ٦٤١٦). ومسلم (٤٤٢ و ٢٨٠١)]. كما قال الحاكم.» صحيح على شرط الشيخين». - وهذا هو المحفوظ؛ وقد وهم جماعة في سند هذا الحديث ومتنه: - أما المتن: فقد اختلف فيه على أبي عوانة عن الأعمش: - فرواه عبد الرحمكن بن مهدس ومسدد وعمرو بن عون وأبو داود الطيالسي ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي وسهل بن بكار وعفان بن مسلم: سبعتهم- وهم ثقات أثبات- عن أبي عوانة عن الأعمش به هكذا بألفاظ متقاربة يزيد بعضهم على بعض. - وخالفهم: قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت. التقريب (٧٩٩)] وسريح بن النعمان [ثقة يهم قليلًا. =