ومن قبلِ نادى كلُّ مَوْلى قَرَابَةً … فما عطفتْ مَوْلى عليه العواطفُ (١)
وخلاصة الأمر في أسماء المكان المبهمة ما يلي:
تستعمل هذه الكلمات منونة فتعرب، وتستعمل مضافة -لاسم ظاهر أو مضمر- فتعرب أيضًا، وتستعمل غير منونة وغير مضافة، فيصح فيها الإعراب والبناء.
وبناء على ذلك يمكن توجيه الآتي:
- قرئ قوله تعالى: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ بكسر الكلمتين مع التنوين -وبالكسر دون تنوين- وبالضم دون تنوين.
- حكى أبو على الفارسي:"ابدأْ بذا من أوّل" بضم اللام وفتحها وكسرها في "أوّل".
- ما روي من قولهم:"قبضت عشرة ليس غيرُ" بضم "غير" دون تنوين على أنها اسم "ليس" أو خبرها.
(١) كل مولى: كل قريب، فما عطفت مولى عليه العواطف: ما أجابه ولا نصره قريب. يقول: حين نزلت الشدة، نادى كل قريب أقرباءه، فما سمعوه ولا أجابوه؛ لاشتغال كل منهم بنفسه. الشاهد: في "من قبل" فقد استعملت غير منونة وغير مضافة، وهي اسم مكان مبهم، أعربت وهي مجرورة بالكسرة.