- يا سيدي، يدعو الإسلام إلى العِلْم والتدبير أو الجهل والتسليم.
- والقرآن من عند الله أو من كلام محمد.
- سنتناقش في ذلك لنعرف الحقَّ أو الباطلَ.
فلا شك أن العالم المسلم يعرف حقيقة الأمر فيما ردده من أمور متقابلة لكنه -في موقف المحاورة- يعمّي الأمر على المخاطب، بقصد الاستدراج له إلى النقاش، ثم الوصول معه إلى الحقيقة.
خامسا: الإضراب: ويقصد به صرف النظر عما سبقها، والاتجاه لما يأتي بعدها، فتكون "حرف ابتداء" كقول جرير يخاطب هشام بن عبد الملك:
ماذا تَرَى في عيال قد بَرِمْتُ بهم … لم أُحْصِ عدَّتَهم إلَّا بِعَدَّاد
كانوا ثمانين أوْ زادوا ثمانيةً … لولا رجاؤُك قد قتّلتُ أولادي (١)
والمعاني الثلاثة الأخيرة تأتي لها "أو" بعد الخبر لا الطلب.
٧ - لكِن:
ويعطف بها في النفي والنهي، ويكون معناها حينئذٍ إقرار الكلام قبلها.
(١) عيال: عيال المرء من يعوله من الأولاد والأقارب، برمت بهم: ضقت بهم، عداد: تعداد متعمد. يقول: إن لي أقارب وأولادا أعولهم، وهم كثيرون لا يحصون إلا بالتعداد وقد أحصيتهم، فوجدتهم ثمانين بل ثمانية وثمانين، هؤلاء قد ضقت بهم وبنفقتهم، فهم يستحقون عطفك ومعونتك. الشاهد: في "كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية" فإن "أو" تفيد الإضراب فهي "حرف ابتداء" بمعنى "بل".