الثانية: أن تكون هذه الكلمات مضافة، فتعرب أيضا بحسب ما تشغله من الوظائف النحوية، كقولك:"أخذتُ مكاني في المدرّج قبلَ دخولِ الأستاذ" أو: "قمتُ نشيطا بعدَ نومٍ هنِيء".
الثالثة: أن تكون غير منونة وغير مضافة، وهي حينئذٍ معرفة، إذ تدل -بهذه الصورة- على "قبل شيء معين" أو "بعد شيء معين" أو "أوّل شيء معروف" وهكذا، ولعلماء النحو في شكل آخرها اتجاهان:
أ- ضم آخرها دائما، وهي مبنية تلزم هذا الضم ولا تتغير، كقولك:"كُنتُ على وشْك دخول الكلية، ولكنْ رجعتُ من قبلُ" أو: "حين تأتي الساعةُ الثامنةُ الليلةَ سأحضرُ إليك بعدُ"، ومن ذلك قول معن بن أوس:
لَعَمْرُكَ ما أدْرِي وإني لأوْجَلُ … على أيِّنا تَعْدُو المنيّةُ أوّل (١)
ب- أن تشكل بحسب ما تشغله من وظائف النحو، فتتغير، وهي حينئذٍ معربة، كقولنا:"إن شاء الله ستحرر قواتنا سيناء، فتأتيها من شمالِ وجنوبِ وأمامِ وخلف" ومن ذلك:
(١) لأوجل: لأخاف، تعدو المنية: يهجم الموت. الشاهد: في "أول" فقد جاءت غير منونة وغير مضافة، وهي اسم مكان مبهم بني على الضم.