الجَّارِيَةِ فَلَقِيَهُ فِتْيَانُ قُرَيْشِ فَأَخَذُوْهَا. . . شيخنا، وَقَدْ أَخَذَتْ الحُمَيَّا مِنْهُ مَأْخَذَهَا فَانتزَعَت قُرَّةَ عَيْنِهِ فَرَجَعَ أُمَيَّةَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ: مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: لِقيَنِي فِتْيَانٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَخَذُوا مِنِّي الجَّارِيَةِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَهَلْ قُلْتَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ:
عَطَاؤُكَ زَيْنٌ لامْرِىٍ أنْ حَبَوْتَهُ ... بِخَيْرٍ وَمَا كُلُّ العَطَاءِ يزِيْنُ (١)
وَلَيْسَ يَشِيْنُ لامْرِىٍ بَذْلُ وَجْهِهِ إِلَيْكَ ... كَمَا بُغْضُ السُّؤَالِ يَشِيْنُ
فَانْصَرَفَ بِهمَا جَمِيْعًا وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ شَيِّعَهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بن مَالِكٍ: [من الطويل]
١٢٨ - أَأَرْحَلُ عَنْكُمُ دُوْنَ زَادٍ لِبُلْغَةٍ ... وَتِلْكَ لَعَمْرِي سُبَّةٌ فِي العَوَاقِبِ
هُوَ أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن مَالِكٍ مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ يَقُوْلُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لَهُ:
لَقَدْ أَنْضَبَ الحِرْمَانُ بَحْرَ بَدَائِعِي ... وَأَكْسَفَ سُوْءُ الجدِّ شَمْسَ عَجَائِبِي
فلا شَأْوَ إِلَّا قَدْ حَوَيْتَ قِصابَةً ... سِوَى الجَدِّ إِنِّي مِنْهُ - خَائِب
فَلَقَّنَ. . . مَا يَقُوْلُ فَإنْ عَيَيْتُ ... جَوَابًا عَنْ سُؤَالِ المُخَاطِبِ
المُتَنَبِّيّ: [من الطويل]
١٢٩ - أَأَرْضَى أَنْ أَعِيْشَ وَلَا أُكَافِي ... عَلَى مَا لِلأَمِيْرِ مِنَ الأَيَادِي
[من الطويل]
١٣٠ - أَأَرْقَعُ فِيْكَ الوُدَّ وَهْوَ مُمَزَّقٌ ... وَأرْعَى ذِمَامَ العَهْدِ وَهُوَ ذَمِيْمٌ
بَعْدَهُ:
وَفِي دُوْنِ مَا أَلْفَاهُ لِلحُرِّ زَاجِرٌ ... وَلَكِنَّ أَصْلِي فِي الوَفَاءِ قَدِيْمُ
(١) البيتان في ديوان أمية بن أبي الصلت (ملتقى): ٨٠.
١٢٨ - البيت الأول في الذخيرة: ٢/ ٧٤٠.
١٢٩ - البيت في ديوان المتنبي شرح العكبري: ١/ ٣٥٧.