فَمَا أَوْقَدُوا نَارًا وَلَا عَرَضُوا قِرًى ... وَلَا اعْتَذَرُوا مِنْ عُسْرَةٍ بِلِسَانِ (١)
وَالبَوْنُ بَيْنَ الولَعِ وَالهَمْزِ (٢):
الوَلَعُ: التَّصرِيْحُ بِشَرْحِ الحَالِ تَبَرُّمًا.
وَالهَمْزُ: هُوَ التَّلْوِيْحُ وَالتَّهَدُّدُ تَذَمُّمًا.
فَالوَلَعُ كَقَوْلِ السُّكَّرِيِّ حِيْنَ دَعَاهُ المِلْيَحِيُّ، فَتَأَخَّرَ عَنْهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ (٣): [من الخفيف]
يا صَدِيْق أَفَادَنِيْهُ زَمَانٌ ... فِيْهِ ضِنٌّ بِالأَصْدِقَاءِ وَشُحُّ
إِنَّمَا أَكَّدَ التَّبَاعُدَ مِنَّا ... أنَّنِي سُكَّرٌ وَأنَّكَ مِلْحُ (٤)
(١) وَمِنَ الذَّمِّ قَوْلُ الأَعْشَى يُخَاطِبُ عَلْقَمَةَ بنَ عُلَاثَةَ (١):أَعَلْقَمَ قَدْ حَكَّمْتَنِي فَوَجَدْتَنِي ... بِكُمْ عَالِمًا عِنْدَ الحَلُوْمَةِ عَائِصَاكِلَا أَبَوَيْكُمْ كَانَ فِرْعًا دَعَامَةٍ ... وَلَكِنَّهُمْ زَادُوا وَأَصْبَحْتَ نَاقِصَاهُمُ الطَّرْفُ المُنَاكِي العَدُوَّ ... وَأَنْتُمُ بِقصْوَى ثَلَاثٍ يَأْكلُوْنَ الوَقَائِصَاوَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (٢):النَّاسُ حَوْلكَ رَوْضة مَا تَرْتَعِي ... رَيَّا النَّبَاتِ وَمَنْهَلٌ لَا يُوْرَدُجِدَةٌ وَلَا جُوْد وَطَالِبُ بِغْيَةٍ ... فِي البَاخِلِيْنَ وبِغْيَةٌ لَا تُوْجَدُتَرَكُوا العُلَى وَهُمُ يَرَوْنَ مَكَانهَا ... وَدَعَا اللجَيْنَ قُلُوْبَهُمْ وَالعَسْجَدُوَتَمَاحَلُوا فِي البُخْلِ حَتَّى خِلْتَهُ ... دِيْنًا يُدَانُ بِهِ وَإِلَهٌ يُعْبَدُأُرْضِيْهُمُ فِعْلًا وَلَا يُرْضُوْنَنِي ... قَوْلًا وَتلْكَ قَضِيَّةٌ لَا تُقْصَدُفَأَذُمُّ مِنهُم مَا يُذَمُّ وَرُبَّمَا ... سامَحْتُهم فَحَمَدْتُ مَا لَا يُحْمَدُ(٢) أنظر: البديع لابن أفلح العبسي ص ١٦٨ وما بعدها.(٣) لابن سكرة في يتيمة الدهر ٣/ ١٤٠، ووفيات الأعيان ٤/ ٤١.(٤) وَمِنَ الوَلَعِ قَوْلُ الأَحْنَفُ العُكْبَرِيّ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute