أَيْ: جلْدَ فَرَعٍ، وَهِيَ ذَبِيْحَةٌ كَانُوا يَذْبَحُوْنَهَا وَيُلْبسُوْنَ جلْدَهَا حُوَارًا آخَرَ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: [من الرجز]
كَأَنَّ تَحْتِي سَرَقًا وَقَزَّا ... وَفُرْشًا مَحْشُوَّةً أَوَزَّا
السَّرَقُ: جَمْعُ سَرَقَةٍ، وَهِيَ الحَرِيْرُ اللَّيِّنُ. وَقَوْلُهُ: أَوَزَّا: أَيْ رِيْشُ أَوَزٍّ.
وَمَا فُرِّقَ فِيْهِ بينَ المُضَافِ وَالمُضَافِ إِلَيْهِ.
وَذَلِكَ لَا يَجُوْزُ إِلَّا فِي ضَرَوْرَةِ الشِّعْرِ، كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: [من البسيط]
كَأَنَّ أَصْوَاتَ مِنْ إِيْغَالِهِنَّ بِنَا ... أَوَاخِرِ المِيْسِ أَنْقَاضُ الفَرَارِيْجِ (١)
يُرِيْدُ كَأَنَّ أَصْوَاتَ أَوَاخِرِ المِيْسِ أَصْوَاتُ الفَرَارِيْجِ مِنْ إِيْغَالِهِنَّ بِنَا.
وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر (٢): [من الوافر]
(١) المَيْسُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ تعملُ مِنْهُ الرِّحَالُ.(٢) وَهُوَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ وَهَذَا البَيْتُ مِنْ قَصيْدَةٍ لَهُ أَوَّلُهَا (١):أَبَاكٍ إِنْ تَقَادَمَتِ الطُّلُوْل ... نَعَمْ حَتَّى أَطَالَ بِهِ العَوِيْلُيَقُوْلُ مِنْهَا فِي وَصْفِ الطُّلُوْلِ:تضرَى آثَارَهُنَّ وَقَدْ عَلَتْهَا ... بِنيْرِيْهَا البَوَارخُ وَالسُّيُوْلُكَتَرْجِيع الكِتَابِ يَكفّ يَوْمًا. البَيْتُذَكَرْتُ بها وَمَا شَيْءٌ زَمَانًا ... حَالَ بَعْدُ كَمَا يَحُوْلُلَيَالِي مَا أَخَالُ الدَّهْرَ يَبْلَى ... جَدِيْدًا ما دَعَا أَبَدًا هَدِيْلُتَرَحَّلَ بِالشَّبَابِ الشَّيْبُ عَنَّا ... فَلَيْتَ الشَّيْبَ كَانَ بِهِ الرَّحِيْلُوَقَدْ كَانَ الشَّبَابُ لنَا خَلِيْلًا ... فَقَدْ قَضَّى مَآرِبَهُ الخَلِيْلُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute