وَلَكَ السَّلَامَةُ وَالسَّلَامُ فَإنَّنِي غَادٍ ... وَهُنَّ عَلَى عُلَاكَ حَبَائِسُ (١)
وَالفَرْقُ بَيْنَ الهَزِّ وَالاسْتِزَادَةِ (٢):
وَذَلِكَ أَنَّ الهَزَّ رهَافُ الحِمْيَةِ، وَتَنْخِيَةُ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ.
وَالاسْتِزَادَةُ: المُوَافَقَةُ عَلَى هَدْرِ الحُقُوقِ المَرْعِيَّةِ، وَالمُوَاخَذَةِ بِأصغَرِ خَطِأَةٍ.
فَالهَزُّ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (٣): [من الطويل]
هَزَزْتُكَ لَا أنِّي رَأيْتُكَ نَاسِيًا ... لِوَعْدِي وَلَا أنِّي أُحِبُّ التَّقَاضيَا
وَلَكِنْ رَأيْتُ السَّيْفَ مِنْ بَعْدِ سَلِّهِ ... إِلَى الهَزِّ مُحْتَاجًا وَإِنْ كَانَ مَاضِيَا (٤)
(١) كَقَوْلِ البُحْتُرِيّ أَيْضًا (١):أَمُتَّخِذٌ عِنْدِي الإسَاءَةَ مُحْسِنٌ ... وَمُنْتَقِمٌ مِنِّي امْرُؤُ كَانَ مُنْعِمَاوَمُكْتَسِبٌ فِي المَلَامَةِ مَاجِدٌ ... يَرَى الحَمْدَ غِنْمًا وَالمَلَامَةَ مَغْرمَايُخَوِّفُنِي مِنْ سُوْءِ رَأْيِكَ مَعْشَرٌ ... وَلَا خَوْفَ إِلَّا أَنْ تَجُوْرَ وَتَظْلمَاأُعِيْذُكَ أَنْ أَخْشَاكَ مِنْ غَيْرِ حَادِثٍ ... تَبَيَّنَ أَوْ جُرْمٍ إِلَيْكَ تَقَدَّمَاأَلَسْتُ المُوَالِي فِيْكَ نَظْمَ قَلَائِدٍ ... هِيَ الأَنْجُمُ اقتادَتْ مَعَ اللَّيْلِ أَنْجُمَاوَكَقَوْلِ آخَر:قَدْ كُنْتَ عُدَّتِي الَّتِي أَسْطُو بِهَا ... وَيَدِي إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَانُ وَسَاعِدِيفَرُمِيْتُ مِنْكَ بِغَيْرِ مَا أَمَّلتُهُ ... وَالمَرْءُ يَشْرقُ بِالزُّلَالِ البَارِدِ(٢) أنظر: البديع لابن أفلح العبسي ص ١٧٢ وما بعدها.(٣) ديوان المعاني ١/ ٢٢.(٤) وَكَقَوْلِ الآخَر وَهُوَ مُحَمَّدُ بن أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ (٢):لَا مَلُوْمٌ مُسْتَقْصرٌ أَنْتَ فِي الوُدِّ ... وَلَكِنْ مُسْتَعْتَبٌ مُسْتَزَادُقَدْ يُهَزّ الهِنْدِيُّ وَهُوَ حُسَامٌ ... وَيُحثّ الجوَادُ وَهُوَ جَوَادُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute