وَمَا لفظُهُ لَفْظُ الموجَبِ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى النَّفْي، كَقَوْلِ امْرِئ القَيْسِ (١): [من الطويل]
عَلَى لَاحِبٍ لَا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ ... إِذَا اسْتَافَهُ العَوْدُ الدَّيَافِيُّ جَرْجَرَا
وَالمَعْنَى: أَنَّهُ لَيْسَ فِيْهِ مَنَار يُهْتَدِى بِهِ وَقَدْ قَالَ: بِمَنَارِهِ.
وَكَقَوْلِهِ أَيْضًا (٢): [من الطويل]
وَصُمٌّ صلَابٌ مَا يَقِيْنَ مِنَ الوَجَى ... كَأَنَّ مَكَانَ الرَّدْفِ مِنْهُ عَلَى رَالِ
أَيْ: لَيْسَ بِهِنَّ وَجًى يَقِيْنَ مِنْهُ.
وَمَا يُخْبَرُ فِيْهِ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ يُرَادُ بِهِ جَمِيْعُهُ، فَيُجْتَزَأُ بِذَلِكَ، وَيُعْرَفُ أَنَّهُ مَعْنَاهُ، كَقَوْلِ الأَعْشَى (٣): [من الكامل]
الوَاطِئِيْنَ عَلَى صُدُوْرِ نِعَالِهِمْ ... يَمْشُوْنَ فِي الدَّفْنِيِّ وَالأَبْرَادِ
وَلَيْسَ يَطَأُوْنَ عَلَى الصُّدُوْرِ دُوْنَ الأَعْقَابِ. وَالمَعْنَى: أَنَّهُمْ يَلبسُوْنَ النِّعَالَ (٤).
= فَوَجَدُوا من شِفَاهم. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ (١):تَمْشِي حَرَامٌ بِالبَقِيْعِ كَأَنَّهَا ... نَشَاوَى وفي أَثْوَابِهَا دَمُ سَالِمِيُقَالُ دَمُ فُلَانٌ فِي ثَوْبِ فُلَانٍ إِذَا كَانَ هُوَ قَاتِلهُ.(١) ديوانه ص ٦٦.(٢) ديوانه ص ٣٦.(٣) ديوانه ص ١٨١.(٤) وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ذِي الرِّمَّةِ (٢):وَقَوْمٍ كِرَامٍ أَنْكَحَتْنَا بَنَاتِهِمْ ... صُدُوْرُ السُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ المَدَاعِسِأي: السيوف.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute