وَالسَّلْبُ (١):
هُوَ أَنْ يَكُوْنَ الشَّاعِرُ المُجَوِّدُ قَدْ أَتَى بِمَعْنًى كَسَاهُ لَفْظًا، فَيَأَخُذَ شَاعِرٌ آخَرُ أكْثَرَ ذَلِكَ المَعْنَى، وَيَأتِي بِهِ فِي لَفْظٍ غَيْرِهِ، وَعَلَيْهِ مُسْحَةٌ مِنَ اللَّفْظِ الأوَّلِ لَا تَعلَقُ بِهَا كَفُّ لَامِسٍ.
كَقَوْلِ دِيْكِ الجِنِّ (٢): [من الطويل]
أتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى ... فَصادَفَ قَلْبًا فَارِغًا فَتَمَكَّنَا
سَلَبَهُ المُتَنَبِّيّ فَقَالَ (٣): [من الطويل]
وَلَكِنَّ حُبًّا خَامَرَ القَلْبَ فِي الصِّبَا ... يَزِيْدُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ وَيَشْتَدُّ
= أَغَارَ عَلَيْهِ الصَّاحِبُ لَفْظًا وَمَعْنًى فَقَالَ (١):لَبِسْنَ بُرُوْدَ الوَشيْ لَا لِلتَّجَمُّلِ ... وَلَكِنْ لِصَوْنِ الحُسْنِ بَيْنَ برُوْدِوَإِنَّمَا فَعَلَ بِبَيْتِهِ مَا فَعَلَ أَبُو الطَّيِّبِ بِبَيْتِ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (٢):وَالنَّجْمُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ ... الأَعْمَى تَحَيَّرَ مَا لَدَيْهِ قَلَائِدُفَقَالَ أَبُو الطَّيِّبِ (٣):مَا بَالُ هَذِي النُّجُوْمِ حَائِرَةٌ ... كَأَنَّهَا العَمَى مَالَهَا قَائِدُوَهَذِهِ مصالتة لا سرقة، وهي عند النقاد جدًا.(١) أنظر: البديع لابن أفلح العبسي ص ١٤٥ - ١٤٦.(٢) ديوانه ص ٢٢٢.(٣) ديوانه ٢/ ٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute