١٢٦ - أَأَخِيْبُ عِنْدَكِ وَالصِّبَا لِي شَافِعٌ ... وَأُرَدُّ دُوْنِكِ وَالشَبَابُ رَسُوْلِي
وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ:
أَأَذَيْتِيْنِي حَتَّى إِذَا مَا اسْتَبَيْتِ ... بِقَوْلٍ يُحِلّ العصم سَهْل الأَبَاطِحِ (١)
فَلَمَّا عَرفتِ الوُدَّ مِنِّي صَرَمْتِنِي ... وَغَادَرْتِ مَا غَادَرْتِ بَيْنَ الجَوَانِحِ
أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِي: [من الوافر]
١٢٧ - أَأَذْكرُ حَاجَتِي أمْ قَدْ كَفَانِي ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيْمَتَكَ الحَيَاءُ
قَوْلُ أُمَيَّةَ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بن جُدعَانَ:
أَذْكُرُ حَاجَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
وَعِلْمُكَ بِالحُقُوْقِ وَأَنْتَ فَرْعٌ ... لَكَ المَجْدُ المُؤْثَّلُ وَالنَّمَاءُ
وَأَرْضُكَ كُلُّ مَكْرُمَةٍ بَنَتْهَا ... بَنُو تَيْمٍ وَأَنْتَ لَهَا سَمَاءُ
كَرِيْمٌ لَا يُغَيِّرهُ صَبَاحٌ ... عَنِ الخَلْقِ الجمِيْلِ وَلَا مَسَاءُ
إِذَا أَثْنَى عَلْيَكَ المَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ
يُقَالُ: إِنَّ أوَّلُ مَنْ عَرَّضَ وَصَرَّحَ بِالاسْتِمَاحَةِ مِنَ الشُّعَرَاءِ أُمَيَّةُ حَيْثُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنُ جَذْعَانَ أَذْكُرُ حَاجَتِي الأَبْيَاتُ. ثُمَّ عَلْقَمَةُ بن عَبْدَةَ حَيْثُ قَالَ لِلْحَارثِ بن أَبِي شمَّرٍ الغَسَّانِيّ يَسْتَمِيْحُهُ لأَخِيْهِ شَاسٍ: فِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ فَحَقَّ لِشَاسٍ مِنْ نَدَاكَ ذُنُوْبُ.
ثُمَّ انْفَتَحَتْ عَلَى الشُّعَرَاءِ أَبْوَابُ التَّعْرِيْضِ وَالاسْتِمَاحَةِ.
حَكَى المَدَائِنِي قَالَ: دَخَل أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن جَذْعَانَ وَقَدْ أَخَذَتِ الخَمْرُ مِنْهُ مَأْخَذَهَا وَعِنْدَهُ قِيْنَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا الجَّرَادَتَانِ وَكَانَ بِهُمَا مُعْجَبًا فَقَالَ أُمَيَّةُ: أَذْكُرُ حَاجَتِي. الأبْيَاتُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: دُوْنَكَ إحْدَاهُمَا فَأَخَذَ أُمَيَّةُ بِيَدِ
١٢٦ - البيت في ديوان البحتري: ٣/ ٦٦٣.
(١) البيتان في ديوان كثير: ٥٢٦.
١٢٧ - الأبيات في ديوان أمية بن أبي الصلت (صادر): ١٧ - ١٨.