٨٣٩٢ - حدثنا هلال بن العلاء الرقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله بن (١) عمرو (٢)، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سعيد بن أبي بردة، قال: حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى قال: بعثني رسول الله ﷺ ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال:"انطلقا فادعوا النّاس إلى الإسلام، وبشِّرا ولا تنفِّرا، ويسِّرا ولا تعسِّرا".
قال: قلت يا رسول الله افتني في شرابين كنّا نصنعهما باليمن، البِتْع من العسل ينبذ حتى يشتدّ، والمِزْر من الشعير والذرة ينبذ حتى يشتدّ، قال: وكان رسول الله ﷺ قد أُعطي جوامع الكلام بخواتمه فقال: "أُحرِّمُ كل مسكر أسكر عن الصلاة".
فانطلقنا فلمَّا قدمنا اليمن، نزل كل واحدٍ منا في قُبَّة على حدة، ثم جعلا يتزاوران، قال: فزار معاذٌ أبا موسى يوما وهو في فناء قُبته في
⦗١٦٦⦘ الظل (٣) فإذا هو برجل قائم عند أبي موسى، وأبو موسى يريد قتله. قال معاذ: ما هذا يا أبا موسى؟ قال: يهودي أسلم ثم رجع عن دينه إلى يهوديته. قال معاذ: ما أنا بجالس حتى يقتل، فقتله ثم جلسا يتحدثان، قال يا أبا موسى: كيف تفعل بالقرآن؟ قال: أتَفَوَّقُه تَفَوُّقا (٤). قال (٥): أنتقصه تنقصا، أقرأ على فراشي، وفي صلاتي، وعلى راحلتي، ثم قال أبو موسى: كيف تفعل أنت يا أبا عبد الرحمن؟ قال معاذ: سأنبئُك كيف أفعل: أما أنا فأبدأ [فأنام](٦) فأتقوى بنومتي على قومتي، فأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي (٧).
(١) نهاية (ك ٤/ ٢٢٤/ أ). (٢) عبد الله بن عمرو: هو موضع الالتقاء مع مسلم. (٣) نهاية (ل ٧/ ٩/ أ). (٤) أتفوقه -بالفاء، ثم القاف- أي لا أقرأ وِرْدِي منه دفعة واحدة، لكن أقرؤه شيئا بعد شيء في ليلي ونهاري، مأخوذ من فُوَاق الناقة لأنها تحلب ثم تترك ساعة حتى تَدُر ثم تحلب هكذا دائما. انظر: النهاية (٣/ ٤٨٠)، الفتح (٨/ ٣٨٧). (٥) "قال" ليست في (ل) و (م). (٦) "فأنام" ليست في الأصل، وهي في (ل) و (م). (٧) أخرجه مسلم، كتاب الأشربة باب بيان أن كل مسكر خمر، وأن كل خمر حرام (٣/ ١٥٨٧)، حديث رقم (٧١)، وليس فيه قصة تزاورهما. والحديث تام في البخاري: كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، حديث رقم (٤٣٤٢، ٤٣٤٤) انظر: الفتح (٨/ ٣٨٨). من فوائد الاستخراج: ذكر أبي عوانة لقصة تزاور أبي موسى ومعاذ، ولم يذكرها = ⦗١٦٧⦘ = مسلم. وهي -كما تقدم- في البخاري.