٧٣٣٩ - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب (١) ح وحدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك بن أنس، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار (٢) الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: خرج رسول الله ﷺ قِبَل بَدْر فلما كان بِحَرَّة الوبرة (٣) أدركه رجلٌ قد كان يُذْكر منه جُرْأَةٌ ونَجْدةٌ (٤)، ففرح أصحاب رسول الله ﷺ حين رأوه، فلمّا أدركه قال لرسول الله ﷺ: جئت لأتبعك وأُصيب معك، فقال له رسول الله ﷺ:"تُؤمن بالله ورسوله؟ " قال: لا، قال:"فارجع فلنْ أَسْتَعِينَ بمشرك"، قالت: ثمّ
⦗٥٣٨⦘ مضى حتى كان بالشجرة (٥) أدركه الرجل، فقال له كما قال أَوَّلَ مَرَّةٍ (٦)، فقال له النبي ﷺ -كما قال أول مرة، قال: لا، قال:"فارجع فلن أستعين بمشرك"، قالت: فرجع ثمّ أدركه بالبيداء (٧)، فقال له كما قال أول مرة:"تؤمن بالله ورسوله؟ "قال: نعم: فقال رسول الله - صلى الله عليه [وسلم](٨) -: "فانطلق"(٩).
(١) عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم. (٢) في م: (بيان) وهو تصحيف. (٣) حرة الوَبَرة: محركة وبعضهم جوز تسكين الباء، وهي حرة على ثلاثة أميال من المدينة، وهي من حرة المدينة الغربية مما يلي العقيق. انظر: المغانم المطابة في معالم طابة (صـ: ١١٤)، خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى (صـ: ٤٧١). (٤) أي: شجاعة. النهاية (٥/ ١٨). (٥) الشجرة: هي ذو الحليفة. انظر: كتاب المناسك وأمكن طرق الحج لأبي إسحاق الحربي (صـ: ٤٢٥ - ٤٢٧). (٦) في م: (كما قال في أول مرة). (٧) البيداء: اسم أرض قريبة من المدينة من ناحية مكة، وهي التي إذا رحل الحجاج بعد الإحرام من ذي الحليفة استقبلوها مصعدين إلى جهة الغرب. انظر: المغانم المطابة في معالم طابة (صـ: ٦٧). (٨) من: (م). (٩) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كراهة الاستعانة في الغزو بالكافر- ح (١٥٠)، ٣/ ١٤٤٩ - ١٤٥٠).