وحدثنا الصغاني، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي ﵁: أن النبي ﷺ كان في جنازة، فأخذ شيئًا فجعل ينكت به في الأرض، ثمّ قال:"ما منكم من رجل إِلَّا وقد كتب مقعده من الجنَّة ومقعده من النّار"، قالوا: يا رسول الله! أفلا نتكل؟ قال:"اعملوا فكل ميسر"، قال: وتلا هاتين الآيتين: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ (٥).
(١) بفتح الميم وسكون الزاي وفتح المثناة التحتانية: العذري -بضم المهملة وسكون المعجمة-، أبو الفضل البيروتي. توضيح المشتبه (٨/ ١١٩). (٢) ابن شابور الأموي مولاهم، أبو عبد الله الدمشقي، نزيل بيروت (ت ٢٠٠ هـ). قال أحمد: "ما أرى به بأسًا، ما علمت إِلَّا خيرًا"، وبنحو هذا جاء عن الذهبي حيث قال: "مشهور، وما أعلم به بأسًا"، ووثقه ابن المبارك، ودحيم، وابن عدي وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن حجر: "صدوق صحيح الكتاب". انظر: الجرح (٧/ ٢٨٦)، الثقات (٩/ ٥٠)، تهذيب الكمال (٢٥/ ٣٧٠)، الميزان (٥/ ٢٦)، التقريب (ص ٤٨٣). (٣) موضع الالتقاء في الإسناد الأوّل هو: الأعمش. (٤) موضع الالتقاء في الإسناد الثّاني والثّالث والرّابع هو: شعبة. (٥) سورة اللّيل، آية (٥ - ١٠). = ⦗٢١٢⦘ = والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب القدر -باب كيفة الخلق الآدمي- ٤/ ٢٠٤٠، رقم ٧ مكرر)، وأخرجه البخاريّ في صحيحه (كتاب التفسير -باب: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ ٤/ ١٨٩١ - رقم ٤٦٦٦) من طريق آدم عن شعبة. فائدة الاستخراج: ساق المصنِّف لفظ رواية شعبة، واقتصر مسلم على الإسناد.