هم تركوا صِحابَك بين شاصٍ ... ومُرتفِقٍ على شَزَنٍ يَميدُ (١)
ومرتفق: متّكئ على ناحية لم يوسَّد، أي لولا ما صنعت من العَدْو. ويَميدُ: يذهب ويَجئ.
وهم تركوا الطريقَ وَأسلكُوكمْ ... على شَمّاءَ مَسلَكُهَا بعِيدُ (٢)
ويُروَى مَهواها بعيد، يقول: تركوا الطريقَ لَم يَحمِلوكم عليه وأَسلَكوكمْ على ثَنيّةٍ إذا وقعُتمْ منها تكسّرتم أي حين انهزموا، يقال: سَلكتُه الطريقَ وأسلكتُه إذا أدخلتَه فيه.
ولكن حالَ دونَكَ كلُّ طِرْفٍ ... أَبانَ الخيرَ وهو إذٍ وَليدُ (٣)
طِرْف: كريم. ثم أبان الخَير وهو صغير.
(١) الشاصى: الذي قد انتفخ فارتفعت رجلاه؛ وأصله من شصت القربة شصوا إذا ملئت ما. فارتفعت قوائمها، وكذا الزق إذا ملئ خمرا فارتفعت قوائمه وشالت، قال الفند الزمانى في الحماسة: وطعن كفم الزق ... شصا والزق ملآن وكل ما ارتفع فقد شصا (تاج العروس) ومرتفق: متكئ على ناحية مرفقه وشزن: مكان غليظ؛ أو الناحية. ويميد أي يتحرّك. اهـ ملخصا من السكرى. (٢) روى السكرى هذا البيت هكذا: وهم منعوا الطريق وأسلكوكم ... على شماء مهواها بعيد وقال في شرحه ما نصه: شماء: عقبة طويلة في الجبل. مهواها: أي ما بين أعلاها إلى الأرض، أي جعلتكم تقعون منها. ويقال: سلكته الطريق وأسلكته الطريق إذا أدخلته فيه (لغتان). (٣) في رواية "أبان الخير" بكسر الخاء، وقال السكرى في شرحه هذا البيت: الطرف بكسر الطاء وسكون الراء: الرجل الكريم. والخير: الكرم. وطرف هاهنا: رجل كريم. يقول: عرف منه الخير وهو صغير، أي استبان فيه الخير وهو يومئذ صبيّ. (اهـ ملخصا).