يقول: إنما الغَزْو بيننا ثلاثَ لَيالٍ. يقول: ليس بيننا وبينكم ما يقيم. (١) قال: ولا يَنصِب أحدٌ "غَيْر".
متى تَنْزِعوا من بَطْنِ لِيّةَ تُصبحوا ... بقرْنٍ ولم يَضْمُر لكم بطنُ مِحْمَر
متى تَنزِعوا، أي متى تخرجوا، يقال: نَزَع إلى مكان كذا وكذا. والِمْحمَر والكَوْدَن واحد، وهو الهجَين من الدّوابّ (٢).
فلا تَتَهدَّدْنا بقحْمِكَ إنّنا ... متى تأتِنا نُنْزِلْك عنه ويُعْقَرِ
بقَحْمِك أي بفَرَسِك؛ (٣) والقَحْمُ والقَحْرُ: المُسِنّ. يُعقَر: جوابُ الجزاء. "قلت (٤) له، بقومك" قال: لا.
فبعضَ الوعيدِ إنّها قد تكشّفتْ ... لأشْياعِها عن فَرْج صَرْماءَ مُذْكِرِ
فبعضَ الوعيد أي لا يشتدّ وعيدُك. تكشّفتْ: لَقحتْ. والصَّرْماء: التي لا لبن (٥) لها؛ والمُذْكِر:[التى] تجئ بالذِّكارة، وهي شَرّ، وهذا مَثَل.
(١) يقول: إنكم مستضعفون بالنسبة لنا، لا تثبتون أمام قوّتنا، فانتصارنا عليكم لا محاله واقع فى وقت يسير جدا. (٢) الفرس المحمر: اللئيم الذى يشبه الحمار فى جريه من بطئه. والكودن: البرذون الهجين، وقيل: هو البغل. (٣) القحم: الكبير من الإبل والناس وغيرهم (السكرى) وفى اللسان أنه يقال: ابغني خادما لا يكون قحما فانيا، ولا صغيرا ضرعا. (٤) الضمير فى فى قوله: "قلت له" عائد على منشد هذا البيت للشارح. (٥) الصرماء من الإبل: التى لا أخلاف لها. ومذكر: تلد الذكور، وهو مكروه فى الإبل. يقول: هذه حرب تأتى بما يكرهه الناس (السكرى ملخصا).