وهي من الكامل، وأصله في الدائرة: متفاعلن ست مرات (١) وقد دخله الإضمار وهو إسكان الثاني فيصير: متْفاعلن فيرد إلى مستفعلن، وقوله:(لما تزل) مستفعلن مضمر.
١ - قوله:"أمن آل مية رائِح" يخاطب نفسه يقول: أرائح أنت من آل مية أو مغتدي؛ أي: أتروح اليوم أم تغتدي غدًا، وليس هذا شكًّا لكنه كالمستثبت (٢) , قوله:"عجلان" من العجلة.
٢ - قوله:"أفد"؛ على وزن: فَعِل "بكسر العين"(٣) ومعناه قرب ودنا، وفي حديث الأحنف (٤): قد أفد الحج؛ أي: دنا وقته وقرب، ويقال رجل آفد (٥)؛ أي مستعجل، ويروى أزف الترحل، ومعناه: قرب أيضًا، و "الترحل" الرحيل، و "الركاب" الإبل الرواحل واحدها راحلة - ولا واحد لها من لفظها، وقيل: جمع ركوب وهو ما يركب من كل دابة فعول بمعنى مفعول، والركوبة أخص منه، والرحال من الرحل (٦) وجمع رحل أيضًا وهو مسكن الرجل ومنزله, قوله:"وكأن قد" أي: وكان قد زالت وذهبت بقرينة لم تزل.
٣ - قوله:"زعم الغراب" يعني الغراب نعب فأنذرهم برحيله، وكانوا يتطيرون به، ويسمونه حاتمًا؛ لأنه كان يحتم عندهم بالفراق.
٤ - قوله:"مهدد" اسم جارية، ويحتمل أن يريد بها مية، وقد يسمون المرأة في أشعارهم باسمين أو أكثر من ذلك اتساعًا.
٥ - و "الغانية" التي غنيت بجمالها عن الحلي, قوله:"لم تقصد" من الإقصاد؛ أي: لم تقتلك حين رمتك فتستريح؛ يقال: رماه فأقصده إذا قتله.
٦ - قوله:"غنيت بذلك"، أي: أقامت وعاشت بما أودعتك من حبها.
٧ - قوله:"مرنان" مفعال من الرنين، وهو صوت القوس عند الرمي، يريد: رمتك عن ظهر قوس ترن عند الرمي لشدة وترها, قوله:"مصرد"؛ أي منفذ. يقال صرد السهم أصردته أنا إذا أنفذته.
٨ - قوله:"شادن" الشادن من أولاد الظبَاء: الذي قد شدن وقوي على المشي، و"المتربب"
(١) ينظر الوافي في العروض والقوافي للتبريزي (٧٨). (٢) في (أ): كالمتثبت. (٣) سقط في (ب). (٤) هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري يضرب به المثل في الحلم ولد بالبصرة وأدرك النبي ولم يره. الأعلام (١/ ٢٧٦). (٥) في (ب): يقال أفد. (٦) في (أ): الرحيل.