(أُحرجكم): روي من الحرج، ويشهد له الرواية التي بعده:"أَنْ أُؤَثِّمَكُمْ (١) "، وروي من الإخراج، بخاء معجمة (٢).
(فتجيئون): بالقطع على تقدير مبتدأ؛ أي: فأنتم.
قال الزركشي: ويجوز أن يكون معطوفًا على "أن أُحرجَكم"، ونصبه على لغة من يرفع الفعل بعدَ "أَنْ" حَمْلًا على "ما"(٣) أختِها؛ كقراءة مجاهدٍ:{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[البقرة: ٢٣٣] بضم الميم (٤).
قلت: إهمال "أن" قليل، والقطعُ كثير مَقيسٌ، فلا داعي إلى العدول عن الأول إلى الثاني، والقراءةُ مخرجة على أن الضمير المسنَدَ إليه يُتِمّ ضميرُ جماعة عاد على "مَنْ" باعتبار معناها؛ مثل:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ}[يونس: ٤٢]، ورسمُ المصحف لا يجري على قياس المصطلح عليه في الخط.
* * *
(١) في "ع": "أؤاثمكم". (٢) رواه ابن خزيمة في "وصحيحه" (١٨٦٥)، والحاكم في "المستدرك" (١٠٤٩). (٣) في "ج": "على ما على". (٤) انظر: "التنقيح" (١/ ٢٠٣).