وهذا الأثر ضعيف؛ لكون عاصم بن بهدلة اضطرب فيه، ولم يضبطه، فمرة يرويه عن المسيب بن رافع، ورواه أخرى مبهمة، فقال:«كان يقال» فلم يبين من قائلها. والذي يبدو أنَّ الرواية الأولى جاءت موضحة للرواية
الثانية، ولكنها تبقى ضعيفة؛ لأن المسيب إن لم يكن هو الذي حدث بها فإن عبارة:«غيره» تجعل القائل مبهماً، والله أعلم.
ومما أعُل بسوء حفظ راويه، وجاء المتن مخالفاً للمعقول والمنقول ما روى سلمة بن وردان: أنَّ أنس بن مالك صاحب النبيِّ ﷺ حدَّثه: أنَّ رسول الله ﷺ سأل رجلاً منْ صحابتِهِ فقالَ: «أيْ فلانُ، هل تَزوجتَ؟» قال: لا، وليسَ عندي ما أتزوجُ به، قالَ:«أليسَ معكَ قل هو الله أحد؟» قال: بلى، قال:«ربع القرآن» قال: «أليسَ معكَ قلْ يا أيها الكافرون؟» قال: بلى، قال:«ربع القرآن» قال: «أليسَ معك إذا زلزلت الأرض؟» قال: بلى، قالَ:«ربعُ القرآن» قالَ: «أليسَ معك إذا جاءَ نصرُ الله؟»، قال: بلى، قالَ:«ربعُ القرآن»، قالَ:«أليسَ معكَ آيةُ الكرسي الله لا إله إلا هو؟»، قالَ: بلى، قالَ:«ربعُ القرآن»، قالَ:«تزوج تزوج تزوج» ثلاث مرات (١).
روي هذا الحديث من عدة طرق عن سلمة.
فرواه القعنبي (٢) واختلف عليه في متنه.
فأخرجه: مسلم في " التمييز "(٦٧).
وأخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٤/ ٣٥٨، قال: حدثنا محمد بن سلمة بن عثمان الحنفي (٣) وأبو عبس الدارمي.
ثلاثتهم:(مسلم، ومحمد، وأبو عبس) عن القعنبي، عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك به.
(١) لفظ رواية أحمد. (٢) وهو: «ثقة عابد» " التقريب " (٣٦٢٠). (٣) في مطبوع ابن عدي: «الحنيفي» وهو تحريف.