ومن الأمور التي تعتري بعض الرواة وتعد من الأوهام القلب في مروياتهم. وحدث مثل هذا كثيراً، وقد وفّق الله المحدّثين لتمييز هذه المرويات التي وقع فيها الوهم وعرفوا الخطأ من الصواب؛ صيانة لسنة رسول الله ﷺ من كل دخيل أو خطأ حتى لا يدخل على السنة ما ليس منها، حيث كانوا يتابعون الرواة في كل أحوالهم، مع النظر في كيفية تلقيهم وأدائهم للحديث. والقلب يكون عمداً أو سهواً، في المتن أو في السند أو كليهما وقد يكون عمداً لاختبار حفظ الراوي وذكائه أو للإغراب (٥).
(١) التوبة: ٤٨. (٢) غافر: ٤. وانظر: " الصحاح "، و" لسان العرب "، و" تاج العروس " مادة (قلب). (٣) " مقاييس اللغة " مادة (قلب). (٤) انظر: " المستقصى في أمثال العرب " ١/ ٢٨٦ (١٢٢٠). (٥) الإغراب: المجيء بأمر غريب. " لسان العرب " مادة (غرب).