قَالَ ابن الصَّلَاحِ:«تصحيف اللفظ وَهُوَ الأكثر»(١).
ومثاله: ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيِّ: أنَّ أبا بكر الصولي (٢) أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب: «مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعَهُ ستّاً (٣) منْ شَوّالٍ» (٤)، فَقَالَ فِيْهِ:«شيئاً» - بالشين والياء - (٥).
[النوع السادس: تصحيف المعنى وتحريفه]
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (٦): «نحنُ قومٌ لنا شرفٌ، نحن منْ
(١) " مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث ": ٣٨٩ بتحقيقي. (٢) هُوَ محمد بن يحيى بن عَبْد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، كَانَ أحد العلماء بفنون الآداب، حسن الْمَعْرِفَة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، توفي سنة (٣٣٥ هـ). انظر: " تاريخ بغداد " ٣/ ٤٢٧ وفي ط. الغرب ٤/ ٦٧٥، و" معجم الأدباء " ١٩/ ١٠٩، و " الأنساب " ٣/ ٥٧٢، و" السير " ١٥/ ٣٠١. (٣) سأل الإمامُ النووي شيخَه ابن مالك: «ما الذي أوجب حذف (التاء) من ستة؟» فأجابه: «لما كان أول الشهر ليلة، وآخره يوماً، جَعلت العرب التاريخ بالليالي، واستغنوا بذكرها عن التصريح بالأيام، فقالوا: كُتِب لخمس … فلما استمر هذا في التاريخ التزم في غيره، بشرط أمن اللبس، كقوله تعالى: ﴿يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً﴾ البقرة: ٢٣٤ و ﴿يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً﴾ طه: ١٠٣ ومنه قوله ﷺ: «وأتبعه ستاً من شوال»». أجوبة على مسائل سألها النووي، مجلة الحكمة، العدد (٣٠): ٣١١. (٤) أخرجه: الطيالسي (٥٩٤)، وعبد الرزاق (٧٩١٨)، والحميدي (٣٨١) و (٣٨٢)، وابن أبي شيبة (٩٨١١)، وأحمد ٥/ ٤١٧ و ٤١٩، وعبد بن حميد (٢٢٨)، والدارمي (١٧٥٤)، ومسلم ٣/ ١٦٩ (١١٦٤) (٢٠٤)، وأبو داود (٢٤٣٣)، وابن ماجه (١٧١٦)، والترمذي (٧٥٩)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٢٣٣٧) و (٢٣٣٨) و (٢٣٣٩) و (٢٣٤٠) وفي (تحفة الأخيار) (١٤١٩) و (١٤٢٠) و (١٤٢١) و (١٤٢٢)، وابن حبان (٣٦٣٤)، والبيهقي ٤/ ٣٩٢، والبغوي (١٧٨٠). (٥) انظر: "تاريخ بغداد " ٣/ ٤٣١ وفي ط. الغرب ٤/ ٦٨١، و" معرفة أنواع علم الْحَدِيْث ": ٣٨٨ بتحقيقي. (٦) هُوَ مُحَمَّد بن المثنى بن عبيد العنَزي -بفتح العين المهملة والنون- أبو موسى البصري المعروف بالزمن: ثقة ثبت توفي (٢٥٢ هـ). انظر: "تهذيب الكمال" ٥/ ٤٩٣ (٦١٧٠)، و"الكاشف" (٥١٣٤)، و" التقريب " (٦٢٦٤).