وخالفهم محمد بن أيوب - المعروف بابن الضُّريس - فرواه في " فضائل القرآن "(٢٩٨)، ومن طريقه البيهقي في " الشعب"(٢٥١٥) ط. العلمية و (٢٢٨٥) ط. الرشد عن القعنبي، عن سلمة بن وردان، عن أنس، به. إلا أنَّه جاء في روايته عن سورة الإخلاص:«أنَّها تعدلُ ثلثَ القرآنِ».
واختلفَ متنُ هذا الحديثِ على ابن أبي فديك (١).
فأخرجه: ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٣٣٦ من طريق سريج بن يونس، عن ابن أبي فديك، عن سلمة بن وردان، عن أنس بلفظ:«ربع القرآن».
وأخرجه: الترمذي (٢٨٩٥) من طريق عقبة بن مكرم، عن ابن أبي فديك بالإسناد نفسه إلا أنه جاء في روايته:«ثلث القرآن».
وروي هذا الحديث من غير هذين الطريقين.
فأخرجه: أحمد ٣/ ٢٢١ من طريق عبد الله بن الحارث.
وأخرجه: البزار كما في " كشف الأستار "(٢٣٠٨) من طريق جعفر بن عون (٢).
كلاهما:(عبد الله، وجعفر) عن سلمة بن وردان، عن أنس بلفظ:«ربع القرآن».
هذا الحديث وإنْ تعددت طرقه ومخارجه، إلا أنَّه يبقى حديثاً ضعيفاً؛ لضعف سلمة بن وردان؛ إذ نقل المزي في"تهذيب الكمال" ٣/ ٢٥٦ (٢٤٥٧) عن أحمد أنَّه قال فيه: «منكر الحديث، ضعيف الحديث»، وقال عنه يحيى بن معين في " تاريخه "(٣٩٧) برواية الدارمي و (٦٩٦) برواية الدوري: «ليس بشيء». وعلى حاله هذه فهو ضعيف في أنس بن مالك خاصة، فقد نقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٤/ ١٦٧ (٧٦١) عن أبيه أنَّه قال: «ليس بقوي، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة، لا يوافق حديثه عن أنس حديث
(١) وهو: «صدوق» " التقريب " (٥٧٣٦). (٢) جاء في رواية الترمذي والبزار وابن عدي: «تزوج تزوج» مرتين.