للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صواب، فاختلافهم كَانَ في تسمية ذات وَاحِدَة، فإنْ كَانَ ثِقَة لَمْ يضره الاختلاف في اسمه، وإن كَانَ غَيْر ثِقَة فَقَدْ ضعف لغير الاضطراب. و الحال هنا كَذلِكَ (١).

وعند تحقيقنا لكتاب " شرح التبصرة والتذكرة " للحافظ العراقي وقفنا عَلَى تعليقة جاءت في حاشية إحدى النسخ (٢) نصها: «هَذَا الحَدِيْث صححه الإمام أحمد، وابن حبان، وغيرهما من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وكأنَّهم رأوا هَذَا الاضطراب لَيْسَ قادحاً».

أقول: تصحيح الإمام أحمد نقله عَنْهُ ابن عَبْد البر (٣)، وعبد الحق الإشبيلي (٤)، أما تصحيح ابن حبان فَهُوَ أَنَّهُ خرجه في صَحِيْحه (٥)، وصححه كَذلِكَ ابن خزيمة (٦)، وعلي بن المديني (٧)، وَقَالَ ابن حجر: «هُوَ

حَسَن» (٨).


(١) انظر: تعليق محقق شرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي: ٢٠٠.
(٢) وَهِيَ الَّتِي رمزنا لَها بالرمز (ص) وَقَدْ صورناها عن الأصل المحفوظ في مكتبة أوقاف بغداد الجريحة -أعزها الله- وَهِيَ تحمل الرقم (٢٩٥١) تقع في (١٦٦) ورقة. خطها نسخي واضح
جداً، عَلَى حواشيها آثار المقابلة، وعليها نقولات من بَعْض الشروح وتوضيحات، وَهِيَ نسخة قليلة الخطأ والسقط، أهمل ناسخها كِتَابَة اسمه وتاريخ النسخ، عَلَى طرتها ختم المدرسة الأمينية.
(٣) في " التمهيد " ٢/ ٢٤٧ و" الاستذكار "، له ٢/ ٢٧١، وانظر: " البدر المنير " ٤/ ١٩٩.
(٤) في " الأحكام الوسطى " ١/ ٣٤٥، إلا أنَّ ابن رجب نفى ذلك، إذ قال في " فتح الباري " ٤/ ٤٠ - ٤١: «وأحمد لم يعرف عنه التصريح بصحته، إنما مذهبه العمل بالخط، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة لا على الحديث المرفوع؛ فإنَّه قال في رواية ابن القاسم: الحديث في الخط ضعيف». ويزاد على هذا أن من نقل عن الإمام أحمد تصحيحه الحديث لعله فعل ذلك بسبب عمل الإمام أحمد به وهذا يدخل تحت قاعدة: هل عمل العالم أو فتياه على وفق حديث تصحيح له؟ في ذلك خلاف والصحيح أنه ليس تصحيحاً له.
(٥) في " صحيحه " (٢٣٦١) و (٢٣٧٦).
(٦) في " صحيحه " (٨١١) و (٨١٢) بتحقيقي.
(٧) فِيْمَا نقله عنه ابن عَبْد البر في " التمهيد "٢/ ٢٤٧ و " الاستذكار "، له ٢/ ٢٧١، وابن الملقن في " البدر المنير" ٤/ ١٩٩.
(٨) " بلوغ المرام ": (٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>