للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى أنَّ آخرين قَدْ ضعفوا هَذَا الحَدِيْث مِنْهُمْ ابن عُيَيْنَةَ (١)، وَقَالَ السرخسي: «هَذَا الحَدِيْث شاذ» (٢). قَالَ ابن حجر: «أشار إلى ضعفه سُفْيَان بن عيينة، والشَّافِعيّ، والبَغَوِيّ، وغيرهم» (٣). وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض:

«وإن كَانَ جاء بِهِ حَدِيث وأخذ بِهِ أحمد بن حَنْبَل فَهُوَ ضَعِيْف» (٤). وضعّفه كَذلِكَ النَّوَوِيّ (٥).

حُكْمُ الحَدِيْثِ الْمُضْطَرِبِ:

من المعلوم أنَّ الضَّبْط أحد شروط صِحَّة الحَدِيْث الرئيسة (٦). وراوي الحَدِيْث المضطرب قَدْ فقد هَذَا الشرط؛ إذن فالحديث المضطرب فاقد لأحد شروط الصِّحَّة، لهذا يعد الحَدِيْث المضطرب ضعيفاً؛ لأنَّ الاختلاف (٧) فِيهِ دليل عَلَى عدم ضبط راويه، قَالَ الحَافِظ ابن الصَّلاح: «الاضطراب موجبٌ ضَعْفَ الحَدِيْث؛ لإشعاره بأنَّه - أي: الرَّاوِي - لَمْ يضبط» (٨). وأعاده الحَافِظ العراقي فقال: «والاضطراب موجبٌ لضعف الحَدِيْث المضطرب؛ لإشعاره بعدم ضبط راويه، أو رواته» (٩)، وتابعه السيوطي فقال: «والاضطراب يوجب


(١) انظر: " سُنَن أبي دَاوُد " عقب (٦٩٠). عَلَى أنَّ الدارقطني حكم عَلَى الحَدِيْث من طريق أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة، بعدم الثبوت، فلعله عنى هَذَا الطَّرِيق بخصوصه، أو أراد عموم مَا ورد في الخط، والذي يغلب على ظني أنه عنى أصل الحديث.
(٢) " المبسوط " ١/ ١٩٢.
(٣) " التلخيص الحبير " ١/ ٦٨١ (٤٦٠).
(٤) " إكمال المعلم " ٢/ ٤١٤.
(٥) انظر: " شرح صَحِيْح مُسْلِم " ٢/ ٣٨٦.
(٦) انظر: " مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث ": ٧٩ بتحقيقي، و" إرشاد طلاب الحقائق " ١/ ١١٠ - ١٣٦، و" التقريب و التيسير ": ٧٦ بتحقيقي، و" الاقتراح ": ١٨٧، و" المقنع " ١/ ٤١،
و" شرح التبصرة والتذكرة " ١/ ١٠٣ بتحقيقي، و" فتح الباقي " ١/ ١١٧ بتحقيقي.
(٧) كثر في تعابيرنا عن الاضطراب بالاختلاف، فهل هَذَا يعني أَنَّهما شيء واحد أو لا؟
الجواب: أن الاختلاف -كَمَا بيناه سابقاً- أعم من الاضطراب، فالاختلاف يطلق ويشمل القادح وغير القادح، أما الاضطراب: فَلَا يطلق إلا عَلَى القادح.
(٨) " مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث ": ١٩٣ بتحقيقي.
(٩) " شرح التبصرة و التذكرة " ١/ ٢٩٣ بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>