وأشْباهِ ذلك، ولم يَشْغَلْ نَفْسَهُ بِتَعَلُّمِ ما يَدِقُّ وَيخْفَى مِمَّا لا يكادُ يَقَعُ. ولمثلِ هذا قالَ عُمَرُ رَحِمَهُ الله:"لا تنازعوا فيما لم يَكُنْ فَتَخْتَلِفُوا. فإنَّ الشَّيْءَ إِذَا كانَ أعانَ اللهُ عَلَيْهِ" وقد روى تَميمٌ الداريُّ (١) عن النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس في الدِّينِ إِشْكالٌ"(٢) يُريدُ أنَّ الذي يَنُوبُ النَّاسُ منه، وَيَحْتاجونَ إليه في أنْفُسِهِمْ لَيْسَ فيْهِ غُموضٌ.
= تكون إلَّا فيما لا يقع ومثله قول ابن مسعود أنذرتكم صعاب المنطق يريد المسائل الدقيقة الغامضة". (١) تميم بن أوس بن خارجة الداري أَبُو رقية: صحابي، نسبته إِلَى الدار بن هانئ. من لخم. أسلم سنة ٩ هـ. وأقطعه النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قرية جبرون (الخليل بفلسطين) وكان يسكن المدينة. ثم انتقل إِلَى الشام بعد مقتل عثمان. فنزل بيت المقدس مات في فلسطين سنة ٤٠ هـ. تهذيب ابن عساكر ٣/ ٣٤٤ والأعلام ٢/ ٨٧. (٢) لم نجده.