• وكأنّكَ تَوَهَّمْتَ شَيْئًا. ولَيْسَ الكِتابُ عِنْدي في هذا المَوْضِعِ - واللهُ أَعْلَمُ - إلا الحُكْمَ. وكذلك قولُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -: {كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ}(٢) أَيْ فَرَضْنَا، وَحَكَمْنَا. وقَوْلُهُ:{وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}(٣) أي فَرَضْتَهُ.
وكذلك قَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بِكِتَابِ اللهِ"(٤) أي بِحُكْمِ الله، فَكَأَنَّهُ أَرادَ أَعِنْدَهُمْ الغَيْبُ فَهُمْ يَحْكُمُونَ (٥). وَيَقُولُونَ: نَفْعَلُ بِكَ كَذا، ونَضْرِبُكَ (٦)، ونَقْتُلُكَ، وَتَكُونُ العاقِبَةُ عَلَيْكَ. هذا وما أشبهه.
(١) سورة الطور الآية ٤١، والقلم الآية ٤٧. (٢) الآية ٥ من سورة المائدة، والآية ٦٦ من سورة النساء. (٣) الآية ٧٧ من سورة النساء. (٤) رواه البخاري ١٢/ ١٢١ في المحاربين، ومسلم رقم ١٦٩٧ و ١٦٩٨ في الحدود، والترمذي رقم ١٤٣٣ في الحدود وأبو داود رقم ٤٤٤٥ في الحدود، والنسائيُّ ٨/ ٢٤٠ و ٢٤١ في القضاة، ومالك في الموطأ ٢/ ٨٢٢ في الحدود، وابن ماجة رقم ٢٥٤٩ في الحدود، والدارميُّ ٢/ ١٧٧ في الحدود، وانظر غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢٦٨. (٥) الكلام نفسه تقريبًا في اللسان والتاج (كتب). (٦) ربما قرئت: "ونطردك"، والله أعلم.