يريد أنَّ القرْطَ في أُذُنِ حُرَّةِ الذِّفْرى أَصْلُها تَبَاعُدُ حَبْلِ العُنُقِ مِنْهُ لِطُولِ العُنُقِ فهو يضطربُ يَعْني القُرْطَ. وقال آخَرُ (٤) وأَفْرَطَ في الوصفِ لاستحسانِهِم طولَ العُنُقِ:
إذا ارتَعَثَتْ خافَ الجبانُ رِعاثَها ... ومن يَتَعَلَّقْ حَيث عُلِّقَ يَفْرَقِ (٥)
ارتعثت من الرعاث، وهي القِرَطَةُ (٦) يَقولُ: لو جُعِلَ الجبانُ مكانَ القُرْطِ منها خافَ لطولِ عُنُقِها، وبُعْدِ ما بينَها، وبينَ عاتِقِها، ومن يتعلقْ حيثُ عُلِّقَ القُرْطُ يَفْرقُ.
(١) الوَقَص: قصر العنق كأنما رُدّ في جوف الصدر وهو أوقص وامرأة وقصاء. اللسان (وقص). (٢) هو أبو الحارث العدوي، غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود، من مضر، ذو الرمة: من فحول الطبقة الثانية في عصره. قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة. توفي بأصبهان سنة ١١٧ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٤٠٤. (٣) البيت لذي الرمّة كما في ديوانه ١/ ٣٥ (قصيدة رقم (١) البيت رقم ٢١)، والمعنى: القرط في أذن ذفراها حرّة. وقوله: تباعد الحبل منه، يريد: حبل العاتق، تباعد من القرط فهو يضطرب. يقول: هي طويلة العنق، ليست بوقصاء. وحرة الذّفرى: موضع مجال القرط منها. (٤) هو النابغة الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، زياد بن معاوية بن ضباب: شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. توفي نحو سنة ١٨ ق هـ. الشعر والشعراء ١/ ١٥٧. (٥) البيت في ديوان النابغة الذبياني تحقيق فيصل ص ١٨٤، والشعر والشعراء ١/ ١٧١. (٦) ارتعثت المرأة: تحلّت بالرعاث. والرعاث القِرَطة وهي من حليّ الأذن واحدتها رَعْثة وَرَعَثَة وهو القُرْط. اللسان (رعث).