وهو قولُكَ: نَأَجَ فُلانٌ إلى اللهِ أي ضَرَعَ، وهُوَ يَنْأج إذا ضَرَعَ وأعْلَى بذلِكَ صَوْتَهُ (١). ونَحْوُهُ جَأَرَ إلى اللهِ (٢).
• ومنها حديث لعمرَ بنِ الخَطّاب "ذَكَرَ فيه أنّه قال لبعضِ وَلَدِهِ: لقد قَشَبَكَ المالُ"(٣).
وهذا من القَشَب، وهو السُّمُ يُريدُ أذْهَبَ عَقْلَكَ المالُ كما يُذْهِبُ السُّمُ بالعَقْلَ.
• ومنها حديث في رَجُلٍ أخرج من النّار فقال:"يا ربِّ قَشَّبَني ريحُها وأحْرَقني ذَكاؤُها"(٤).
كأَنَّهُ قال سَمَّني ريحُها.
• ومنها حديثٌ "ذُكِرَ فيه أنّ خُلُقَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ سَجِيَّةً ولم يكنْ تَلَهْوُقًا"(٥).
(١) انظر الحاشية (٤) في الصفحة السابقة. (٢) جأر يجأر جَأْرًا وجؤارًا: رفع صوته بالدعاء مع تضرع واستغاثة. اللسان (جأر). (٣) الفائق ٣/ ١٩٨، وغريب ابن الجوزي ٢/ ٢٤٥، النهاية ٤/ ٦٤، واللسان (قشب). القِشْب والقَشَبُ: السم. والجمع أقشاب ... وفي حديث عمر - رضي الله عنه -، قال لبعض بنيه: قشبك المال أي أفسدك وذهب بعقلك. (٤) انظر النهاية ٤/ ٦٤، و ٢/ ١٦٥، والفائق ٣/ ١٩٨، وغريب ابن الجوزي ٢/ ٢٤٤ ورواه البخاري ٢/ ٢٩٣ في الأذان، وأعاده في الرقاق، باب ٥٢، والتوحيد باب ٢٤، وأحمد في المسند ٢/ ٢٧٦، ومسلم ١/ ١٦٥ وفي اللسان (قشب): وقشّبني ريحه تقشيبًا أي أذاني، كأنه قال: سمّني ريحه. وجاء في الحديث أن رجلًا يمرُّ على جسر جهنم فيقول: يا رب، قشّبني ريحها، معناه: سمّني ريحها. وكل مسموم قشيب ومُقَشَّب والذَّكاء: شدة وهج النار، وفي حديث ذكر النار: قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها. اللسان (ذكا)، والنهاية ٢/ ١٦٥. (٥) انظر النهاية ٤/ ٢٨٢، والفائق ٣/ ٣٣٥، وغريب ابن الجوزي ٢/ ٣٣٧، وفي اللسان =