قولُه:"وَلَا وهُو يُدَافِعُه": أي: "وَلَا صَلاة له". والضّمير في "له" يعُودُ على مُقدَّر في الأوّل، أي:"لا صَلاةَ لمكَلَّف بحَضْرَة طَعَام، وَلَا صَلَاة له - أي كَائِنَة لَه - وهُو يُدَافِعُه الأخبثان"، وهُما جُملَتان، صُغْرى وكُبرَي، الكُبرَى المنفيّة، والصُّغْرَى:"يُدافِعُه الأخبثان"؛ فالجُمْلة في مَحَلِّ الحال من الضمير في "له"، أي:"كائنة له"، والعامل في الحال الكوني المقدَّر الذي تعلّق به حَرْف الجر والمقدّر أولًا - وهو "لمكَلّف" - يَتعلّق بصفة "الصّلاة"، وَلَا يتعلّقُ بـ "صَلاة"؛ لأنّه لو تعلّق بها صَار مَعْمُولًا. (٣)
و"الأخبثان": مَرفُوعٌ على الفاعِلية بـ "يُدافِعه". ويُروَى:"وهُو يُدَافِعُ الأَخْبَثَين"(٤)؛ فيكُون الفاعلُ [ضَميرًا مُستَترًا](٥)، و"الأخبَثَين" مَفعُولٌ به، وهو تثنيةُ "أخبَث".
و"أخبَث": أفعَلُ التفضيل، وقد استُعمِل بالألِف واللام؛ فيجُوز أنْ يُثنّى
(١) راجع: إرشاد السّاري (٢/ ٤٢٩). (٢) انظر: الصحاح (٢/ ٦٣٢)، مقاييس اللغة (٢/ ٧٧)، النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٣٩٩)، لسان العرب (٤/ ١٩٦)، تاج العروس (١١/ ٣٩). (٣) راجع: شرح سُنن أَبِي داود للعيني (١/ ٢٤٧)، عُقود الزّبرجَد (٣/ ٢١٣)، مرقاة المفاتيح (٣/ ٨٣٥)، مرعاة المفاتيح (٣/ ٤٩٣)، شرح المشكاة للطيبي (٤/ ١١٢٩)، دليل الفالحين (٨/ ٥٦٥)، مجمَع بحار الأنوار (٢/ ٣)، (٥/ ٣٩٥). (٤) روَاه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٠١، ١٠٢/ برقم ٥٠٢٦، ٥٠٢٧)، وابن أبي شيبة في مُصنفه (٢/ ١٨٥/ برقم ٧٩٤٠). (٥) بالنسخ: "ضمير مستتر". وَلَا يسوغ اعتباره مبتدأ مُوخرًا.