والمرادُ:"مِن مَسنُونَات الحَجّ غير المرتّبَة". وأمّا المترتّب مِن المنَاسِك: فلا يجُوزُ تقديمُ بعضِه على بعْض.
قولُه:"وَلَا أُخِّر": بزيَادة "لا" النّافية؛ تأكيدًا للنّفي في قولِه:"ما سُئل"، أي:"وَلَا سُئل عَن شيءٍ أُخِّر"، فحَذف الجملَة كُلّها لدلالَة النفي عليها، ولو لم تَأت "لا" لم يتَخَلّص هَذَا المعْنى.
قوله:"إلّا قَالَ": إيجابُ للنّفي. و"قَالَ" في محلّ الحَال، وهو [أحَد](١) الموَاضِع التي يجب حَذْف "قَد" فيها مَع الماضي الوَاقِع حَالًا. وقد تقَدّم أنّ مِثال ذَلك:"مَا تكَلّم إلّا قَالَ حَقًّا"(٢)، وذَكَرنا ذَلك في الحديثِ السّابع مِن أوّل الكتاب.
وجملة "افْعَل وَلَا حَرَج" معمُولة للقَول.
ويجوز في "الواو" في قَوله: "وَلَا حَرَج" أنْ تكُون بمعنى "البَاء"، أي:"افْعَل بلا حَرَج". وقد سُمِع مِن كَلامِهم:"بعْتُ شَاةً ودِرْهمًا"، أي:"بدِرْهَم". (٣)