فتلاه بالإيمان وأخَّر الحج المبرور عنه لما فيه من إعلاء كلمة اللَّه وإذلال غير اللَّه.
ثانيهما: حديث ابن مسعود ﵄ قال:
قلت: يا رسول اللَّه أي العمل أحب إلى اللَّه؟
قال:"الصلاة على وقتها".
قال: ثم أي؟
قال:"بر الوالدين"(٢).
قال: ثم أي؟ قال:"الجهاد في سبيل اللَّه" أخرجاه (٣).
فتلاه بهما لأنه مقصود، وهما وسيلة.
فالصلاة تعظيم لأمر اللَّه، والبّر شفقة على خلق اللَّه.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٦) كتاب الإيمان، ١٨ - باب من قال إن الإيمان هو العمل ورقم (١٥١٩) كتاب الحج، ٤ - باب فضل الحج المبرور ومسلم في صحيحه [١٣٥ - (٨٣)] كتاب الإيمان ٣٦ - باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال، والنسائي (٦/ ١٩) المجتبى والترمذي (١٦٥٨)، وأحمد في مسنده (٢/ ٢٦٤، ٢٨٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ١٥٧) والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ١٦٢، ٢٨٣) وأبو نعيم في حلية الأولياء (٤/ ٢٧١)، والزبيدي في الإتحاف (٢/ ٢٣٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٧٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٥٠٦)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٣٠١). (٢) أما بر الوالدين فهو الإحسان إليهما وفعل الجميل معهما وفعل ما يسرهما ويدخل فيه الإحسان إلى صديقهما، كما جاء في الصحيح: "إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"، وضد البر العقوق. قال أهل اللغة: يقال بررت والدي بكسر الراء أبره بضمهما مع فتح الباء برا وأنا برّ به بفتح الباء وبار وجمع البر الأبرار وجمع البار البررة انظر [النووي في شرح مسلم (٢/ ٦٥) طبعة دار الكتب العلمية]. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٢٧) كتاب مواقيت الصلاة، ٥ - باب فضل الصلاة لوقتها - ورقم (٢٧٨٢) كتاب الجهاد والسير، ١ - باب فضل الجهاد والسير ورقم (٥٩٧٠) كتاب الأدب، ١ - باب البر والصلاة ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ [العنكبوت: ٨]. ومسلم في صحيحه [١٣٩ - (٨٥)] كتاب الإيمان، ٣٦ - باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال. والترمذي في سننه (١٧٣، ١٨٩٨)، والنسائي في المواقيت، وأحمد في مسنده (١/ ٤١٠، ٤٣٩) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢١٥)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٨٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢٥٦).