الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (١) الآية، ثم قال:
اللهم إِني عبدك ونبيك، أشهد أن هؤلاء شهداء.
ونظر - صلى الله عليه وسلم - إِلى الصحابة (٢) وقال: "ائْتُوهُمْ وَسَلِّمُوا عَلَيْهمْ فَإِنَّهُ لَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ أحَدٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ والأرْضُ إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ"(٣).
ونقل ابن الحاج في مناسكه عن ابن شعبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتيهم كل
(١) الأحزاب: ٢٣ - وتمامها: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. (٢) ص: أصحابه. (٣) أخرج ابن النجار هذا الحديث بلفظ: "هؤلاء شهداء فأتوهم وسلموا عليهم، ولن يسلم عليهم أحد ما قامت السماوات والأرض إِلا ردوا عليه". (الدرة الثمينة: ٣١ ب - ٣٢ أ). وقال السمهودي: روى يحيى أنه لما انكشف الناس يوم أحد وقف - صلى الله عليه وسلم - على مصعب بن عمير، فقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ ... } إِلى قوله: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} اللهم إِن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء فأتوهم وسلموا عليهم فلن يسلم عليهم أحد ما قامت السماوات والأرض إِلا ردوا عليه، ثم وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موقفًا آخر، فقال: هؤلاء أصحابي الذين أشهد لهم يوم القيامة، فقال أبو بكر: فما نحن بأصحابك؟ فقال: بلى، ولكن لا أدري كيف تكونون بعدي إِنهم خرجوا من الدنيا خماصًا). وأشار السمهودي إِلى أن الثعلبي المفسر رواه بلفظ يختلف قليلًا عما جاء في رواية يحيى السالفة. (وفاء الوفاء: ٣/ ٩٣١). =